مقالات

مفهوم السلام الحقيقي

بقلم السفيرة الدكتورة / ماجدة الدسوقي أذا أردنا أن ننعم بالسلام فيجب علينا أن نتقبل وجود أُناس آخرين ، وأفكار ومعتقدات وديانات أخرى .إن العقل المستنير كنز ثمين وملكية غالية إن السلام حياة تضمن حقوق الفرد كاملة وهو ايضا التسامح ، إنه الابتسامة للشخص الذي أدخلك في موقف صعب بمعنى أن السلام يقول لنا " دعنا نتحرك للأمام " . هل يغيب عن بالنا أن السلام إسم من أسماء الله الحسنى ، والمعنى الحقيقي له نشر بيئة الهدوء والثقة المتبادلة وبناء حضارة الحب والتآخي والرحمة والحكمة في المجتمعات في أرجاء المعمورة . السلام ثقافة وتربية ووعي ومنهج راقي تقدمي وسلوك مدني للإنسان . أستطيع القول أن السلام تأريخ لمرحلة متقدمة من تطور البشر وإرتقائهم في طريق الحضارة الإنسانية الراقية . ولكي نحقق هذه المعادلة الصعبة يجب علينا الانفتاح على حضارات الشعوب الأخرى وقبول الآخر والعمل المشترك والتعايش الإيجابي والتعالي عن النزعات الشريرة للسيطرة على الآخر . يجب أن يكون السلام الهدف الأسمى في الحياة ويواظب الجميع على إيجاد قوانين له تصونه وحتى أحيانا القتال ضد فئة باغية لتقويم سلوكها . وتشير كلمة السلام الى مصطلح غياب العنف والعدوان والعداء والى وجود سيادة العدل . ولو نظرنا للسلام الحقيقي نجده لا يعترف بحدود جغرافية ولا إثنية ولا أيدولوجية ولا معتقدية او عرقية او مذهبية او عنصرية ولا حتى دينية . وهو مبني على أُسس وركائز عديدة مثل : الثقافة ، التعليم ، القيم العائلية ، الخبرات والتاريخ ولكن الأساس العيش بدون حروب وقتل وحب السيطرة على الآخرين وحب التسلط على الآخرين وتقاسم الثقة والإحترام لجميع البشر. عناصر تهديد السلام العالمي : * الإرهاب والفكر المتعفن * عدم التوازن الإقليمي * التفاوت الإقتصادي * عدم المساواة الإجتماعية * الأنانية والجشع للسيطرة على كل موارد الدول الأخرى * استعراض القوة العسكرية الفائقة مثل حرب العراق عام ١٩٩١ * حب الاستئثار بسلعة معينة مثل النفط الذي بدونه ينهار الأقتصاد العالمي * عدم رضوخ بعض الدول لإملآت الدول الكبرى * بقايا الفكر الاستعماري في الرجل الأبيض ضد الأعراق الأخرى ما زلت اذكر قول غاندي إن " السلام يعني نهاية المعاناة والظلم ولكن ليس بالحروب ضد الأداء بل بكونك شاهدا على الأخطاء لإفساح الطريق للإنسانية لتقوم بعملها " . إن السلام ليس إتفاقًا كلاميا مقروءاً أو مكتوبا وهو أيضا ليس عقد شراكة بين إنسان وآخر أو شعب وآخر, بل هو العيش المتلائم المتوافق الشامل التقدمي المتكامل بكل السبل المتاحة لدى أطراف السلام . يجب أخذ مستقبل الأجيال القادمة بعين الإعتبار منذ هذه اللحظة حتى يعيشون بسلام ووئام وبدون حروب وإقتتال وموت ودمار وتشريد وهجرات . السلام بالنسبة لي هو عنوان حضارة البشرية والانسانية وبرنامج إيجابي للحياة وبدونه لا حياة سليمة لنا . هل سيعم السلام أرجاء المعمورة وينعم البشر في جميع الأقطار

بالطمأنينة والإستقرار والإنسانية والعدل والهدوء لأن من حقنا العيش بأمن وسلام
في كل زمان ومكان .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى