الإعلامية ندي اوراهم تحاور الأديبة أسماء الشّيباني في برنامج حديث الأسبوع

متابعة – علاء حمدي

استضاف الاتحاد الدولي للمثقفين العرب برئاسة صاحبة السمو الشيخة نوال الحمود الصباح ، الشّاعرة الكبيرة أسماء الشّيباني في برنامج حديث الأسبوع الثقافي والذي تقدمه الإعلامية ندي وردا اوراهم

وبدات الإعلامية ندي وردا اوراهم اللقاء بالترحيب بضيوفنا و متابعينا الأعزّاء في هذا البرنامج الثّري. أهلاً و سهلاً بكم.. سهرة ماتعة أتمنّاها لكم، كما نرحّب بضيفتنا الشّاعرة الكبيرة أسماء الشّيباني . أهلاً و مرحباً بكم أستاذتي الكريمة.

-مرحبا بكم تراحيب السيل
مرحبا بالأجاويد الأفاضل
معكم يحلو المقام و السمر
و بحضوركم ننثر الجواهر
سعيدة جدا بهذا اللقاء الأخوي الذي سيجمعني بكم و الذي من خلاله سأكشف عن بعض خفايا حياتي و أتوجه بالشكر لراعية الإبداع و رئيس الاتحاد سمو الشيخة/ نوال الحمود الصباح، التي احتوتنا في هذا الصرح الثقافي الراقي..
و للدكتور جمال أحمد حسين الأمين العام للاتحاد
و الدكتور بسام سويدان المدير العام للاتحاد
و للإعلامية المتألقة/ ندى وردا التي منحتني هذا الشرف كوني ضيفتها في برنامجها الرائع.. (حديث الأسبوع الثقافي )
و لكادر الإدارة في الاتحاد كل باسمه و صفته..

*مَن هي الإنسانة أسماء الشّيباني باختصار؟ و إلى مَن تكتب؟

-أسماء الشيباني الإنسانة فتاة من ريف تعز عاشت فترة قليلة من طفولتها في مسقط رأسها ثم بسبب ظروف إجبارية تركت بيئتها عنوة لتقيم في منطقة أخرى مع أسرتها لكنها دائمة الحنين لمسقط رأسها تعز .. فحتام الانتظار لألقاها؟
أكتب لذاتي و أفرغ كل ما في داخلي من فوضى منعكسة من واقعي بأذن صديقي و كاتم أسراري الوحيد إنه دفتري، أكتب لكل من يتتبع حروفي و تنال إعجابه.. و أبوح لكل ما حولي من طبيعة غير ناطقة بمشاعري و سأستمر في الكتابة حتى آخر قطرة ينزفها يراعي..

*تكتبين في مختلف أنواع الشّعر مثل الهايكو العربي. ما هو الفرق بين الهايكو العربي و الهايكو الياباني؟
و كيف تمّ تطوّر هذا الأسلوب من الكتابة لديك؟

-الحديث عن الفروق بين النوعين فيه إسهابًا لكني سأوجز في كلامي فمن خلال تحليلات أدباء كبار يمكنني القول أن أبرز الاختلافات بينهما هو أن الهايكو الياباني له وزن أما العربي فقد كتب في المجمل بلا وزن معين نظرًا لخصوصية اللغة العربية.. كما أن الأخير يتسم بوجود نفحة غنائية و جرعة من المجاز و حضور ذات الشاعر بشكل أقوى.. و أخيرًا الهايكو العربي لغة تخاطبية لكثرة توظيف ضمائر المخاطبة في حين الهايكو الياباني لغة غيبية لكثرة استعمال مبدعيه لضمائر الغائب..
تطور هذا النوع من الشعر لديّ يرجع للتدريبات التي نتلقاها باستمرار في نوادي الهايكو بإشراف الأديب العالمي/ محمود الرجبي.. و ما وصلت إليه من تقدم في كتاباتي هو بفضله بعد الله تعالى و تشجيعه لي..

*لقد تمّ إصدار كتاب إلكتروني من قبل نادي الهايكو العربي بعنوان(مصيدة الحب) برعاية المعلّم محمود الرّجبي. هل لكِ أن تحدّثينا عن هذا الكتاب؟

-كتاب (مصيدة الحب) صادر عن نادي الهايكو العربي برعاية الأديب العالمي/ محمود الرجبي و يحتوي على بعض من نصوصي المتنوعة في الهايكو .. قبل إصداره كنت أحلم بكتاب إليكتروني مثل تلك التي يصدرها النادي، و ذات يوم فاجأني معلمي الغالي بإصدار هذا الكتاب و كان كالحلم بالنسبة لي حينذاك .. لكن بفضل الله ثم بفضله صار حقيقةً..

*هناك العديد من النّصوص لديك تُرجمت إلى لغات مختلفة كالهولنديّة، الألمانيّة و الانكليزيّة. ماذا أضافت هذه التّرجمة إلى نصوصك؟

-أضافت الكثير و الكثير .. فبعد أن كانت متقوقعة في نطاق ضيق بدأت في الانتشار بشكل أوسع مما كانت عليه سابقا، و كسبت جمهورًا أوسع من القراء و المعجبين.. إن ترجمة النصوص مهمة جدًا للشاعر للوصول للعالمية و هذا ما أحلم به و بإذن الله سيتحقق ذات زمن..

*شاعرتنا لقد نلتِ الفوز في مسابقة للرسائل الأدبيّة. ما هي الرّسالة الأدبيّة؟
و ماذا تحتاج من مهارات كيف يتقنها الأديب أو الكاتب من وجهة نظرك؟

-الرسالة الأدبية هي: نص نثري سهل، يوجّه إلى إنسان مخصوص. ويمكن أن يكون الخطاب فيها عاماً، فهي صياغة وجدانيّة حانية مؤنسة وفي عتاب رقيق يظهر النجوى أو الشكوى.
كما يبوح بما في وجدانه من أحاسيس وأشجان، التي تتوارد الخواطر فيه بلا ترتيب ولا انتظام؛ لتغدو الرسالة إن قصرت أو طالت قطعة فنية مؤثرة دافعة إلى استجابة المشاعر لها وقبول ما باحت به.
و على الأديب ليتقن هذا النوع من وجهة نظري أن يبتعد عن الغموض و عدم التكلف في المفردات بل يراعي البساطة، أيضًا وضوح المعاني و أن تعبر عما يريده الأديب بأسلوب سلس.

*أستاذتي أنت ابنة تعز اليمنيّة. ما مدى تأثير هذه البيئة على كتاباتك و مشاعرك في هذا المجال؟

-عزيزتي تأثيره كبير للغاية، فالحالمة تعز هي العاصمة الثقافية لليمن فلا عجب أن تنجب عباقرة و مثقفين و شعراء ..
ترعرعت فيها سبع سنوات فقط لكن عشقها يسري في شراييني.. فمن استنشق عبير فنونها و ارتوى من نبع علمها فلا عجب أيضًا أن يرتقي سلالم المجد و العزة.. و لي الفخر كوني ابنة الحالمة تعز..

درة الأكوان-
بين المدن تتلألأ؛
الحالمة تعز!

درة الأكوان-
في بهاء تصافح النجوم؛
تعز العز!

*(عندما يموت الحب-
يتبدد الحنين ؛
من المقل ! )
/أسماء الشّيباني
ما دور الحنين في كتاباتك؟ و لماذا؟

-يلعب الحنين دورًا كبيرا في كتاباتي فجُلها عن الحنين لأشياء عدة من طفولة و مكان و المستقبل المجهول و لأشخاص أعزاء غادرونا لعوالم أخرى و غيره.. فالحنين هو الوجه الآخر لشخصيتي.
الحنين مرتبط بالإنسان ارتباطًا وثيقًا من وجهة نظري.. و هو لا يشعر به إلا إذا فقد شيء نفيس على نفسه هنا يبدأ حنينه لهذا الشيء.. و يعبر عنه إما كتابة أو فعلًا ..

*ما هي القصيدة الشّعريّة التّي كتبتيها يوماً ما و مازلتِ تتأثّرين بها؟ و ما هي مناسبة هذه القصيدة؟
هل لكِ أن تُقدّميها للحضور؟!

-هي قصيدة بعنوان (الانتظار)
و قد كانت أولى بداياتي في الكتابة الإبداعية و أعتبرها كمولودي الأول .. كتبتها و أنا متأثرة بقصة صديقة عزيزة
الانتظار..
………..
أنتظرتُكَ عمراً لتأتيني
صابرة ضاحكة،،
و ما زلتُ أنتظر مجيئك
واقعاً لا حلماً،،
فقل لي: حتام الانتظار؟
أيطول أم يقصر قدومك
فيا نديمي في الهوى
الروح ظامئة
متشققة لتتشرب عشقكَ
العاصف الهادر كإعصار
أُغمض أحداقي فأراك
تختبيء فيهما،،
و بعجلةٍ أفتحهما أجدني أشتاقك
بحجم سماء تُظللنا، و أرضٍ تضمنا،،
أَتَرى لأي مدى أهواك؟!
هل أتاك نبأ فؤادي المغرم؟!
إذ يناجيك يستغيثك
فدعه يرتشف مدامة شهدك
عل نيران الاشتياق تخمد،،
قل لي : حتام الانتظار؟
فالفؤاد ما فتئ ينبض بحبك
و مهما طال الانتظار

لن يفقدني ذاك الاصطبار ..

بقلم. أسماء عبدالرحمن الشيباني

*من خلال حديثي معك، ذكرتِ أنّكِ حديثة العهد في الكتابة و بدأت الخوض في ذلك منذ سنتين.
أين كانت أسماء الشّيباني قبل ذلك؟ و لماذا انتظرت كلّ هذا الوقت؟

-لقد كنت أؤدي رسالة التعليم، فانغمست في عملي كمعلمة أنشر علمي بين طلابي و طالباتي..
أما إجابة الشق الثاني من سؤالك ففي اعتقادي بأنه حينذاك لم يحن الوقت للشروع في الكتابة و لست نادمة على تأخيري فيها و انتظاري كل هذا الوقت فأنا بلا شك قد ربحتُ كنزًا سأتركه ورائي هم تلامذتي و رحيق علمي الذي سكبته في عقولهم لكن عندما طالت الحرب بلادي حينها توقفت المدارس عن العمل فترة طويلة جدًا وقتها كان الواقع ميؤسًا لأبعد حد.. لا كهرباء و لا ماء، حتى الجوالات كان لا نفع منها بسبب انقطاع الكهرباء.. حينها لقتل الملل لم يكن أمامي إلا الكتابة للتنفيس عن نفسي و تفريغ همومي و كسر الروتين اليومي.. فكتبت خربشات لكني لم أنشرها.. بل احتفظت بها كمذكرات خاصة.

*في آخر هذا اللقاء، نشكركِ على هذه الجهود المبذولة و نقدّر لكِ الوقت الثّمين الذّي كنتِ فيه معنا ضيفةً مشرقة و خفيفة الظّل..
كلمة أخيرة تودّين توجيهها إلى متابعينا الكرام و الذّين بدوري أشكرهم على هذه المتابعة و حسن الضّيافة.

-في ختام هذا اللقاء الأكثر من رائع و الذي جمعني بكم على مدار ساعتين مرتا عليّ كنسمة هواء..
أوجه باقات ورد للإعلامية المتألقة صاحبة الكلمة البيضاء الأديبة/ ندى وردا
على رحابة صدرها و لباقتها في هذا اللقاء فلكِ كل الود و السعادة لقلبك الجميل و السلام لروحكِ النقية..
و أيضًا أقدم تراتيل الشكر و الامتنان لكل من تابعني عبر هذا العالم الأزرق في برنامج (حديث الأسبوع الثقافي)
من سويداء القلب شكرا لكم مرة أخرى على إثراء اللقاء برقي مداخلاتكم ذات الطابع الثقافي..

اترك تعليقاً