العراق.. إجراءات حكومية لاحتواء احتجاجات الجنوب

أعلنت الحكومية العراقية مساء السبت اتخاذ اجراءات لاحتواء الاحتجاجات في جنوب العراق، غداة مقتل شخصين بإطلاق نار لم تتضح ظروفه، ولإعادة فرض الأمن لا سيما في محافظة البصرة حيث فرضت السلطات حظر تجول ليليا.

وشهدت مناطق عدة في جنوب العراق تظاهرات متفرقة شارك في كل منها عشرات الأشخاص وتخلل بعضها أعمال عنف خاصىة في مدينة البصرة حيث هاجم متظاهرون مقر منظمة بدر وحاولوا إحراقه ما أدى إلى صدام بينهم وبين القوات الأمنية أسفر عن إصابة ثلاثة متظاهرين على الأقل بجروح، بحسب ما مصدر أمني.

وأعلنت السلطات الأمنية في محافظة البصرة فرض حظر تجول من الساعة العاشرة مساء حتى السابعة صباحا.

وأصدر رئيس الوزراء حيدر العبادي بيانا مساء السبت وجّه فيه بـ”توسيع وتسريع آفاق الاستثمار للبناء في قطاعات السكن والمدارس والخدمات وإطلاق درجات وظيفية لاستيعاب العاطلين عن العمل وإطلاق تخصيصات مالية إلى محافظة البصرة بقيمة 3,5 تريليون دينار فورا (حوالى ثلاثة مليارات دولار)”.

كما وجّه العبادي بحسب البيان نفسه “بإطلاق تخصيصات للبصرة لتحلية المياه وفك الاختناقات في شبكات الكهرباء وتوفير الخدمات الصحية اللازمة”.

وقرر العبادي حلّ مجلس إدارة مطار النجف، وذلك غداة اقتحامه من قبل متظاهرين غاضبين.

وانقطعت خدمة الإنترنت في جميع أنحاء العراق منذ ظهر السبت وكانت لا تزال مقطوعة حتى المساء.

وشارك عشرات المحتجين في تظاهرات متفرقة صباح السبت بالقرب من حقلي غرب القرنة والمجنون النفطيين في شمال مدينة البصرة، إضافة إلى اعتصام متواصل أمام ميناء أم قصر في جنوب المدينة، وأمام مبنى المحافظة في وسط المدينة.

وتواصلت التظاهرات في البصرة السبت، لليوم السابع على التوالي، احتجاجا على البطالة ونقص الخدمات.

وارتفع عدد قتلى التظاهرات إلى ثلاثة ليل الجمعة/السبت، بعدما توفي متظاهران متأثرين بجروحهما “جراء إطلاق نار عشوائي في مدينة العمارة” وسط محافظة ميسان الجنوبية، بحسب ما أفاد المتحدث باسم دائرة صحة المحافظة أحمد الكناني.

ولم يعرف مصدر إطلاق النار بعد.

وبحسب وسائل إعلام عراقية، خرجت تظاهرات أمام مقار الأحزاب في ميسان، وأقدم متظاهرون على إضرام النيران في بعضها، منها مقر حزب الدعوة الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي.

ودفعت التظاهرات التي أسفرت أيضا عن عشرات الجرحى، بالعبادي للتوجه الجمعة إلى البصرة حيث اجتمع فور وصوله مع قيادة العمليات العسكرية للمحافظة وشيوخ عشائر ومسؤولين محليين.

وبعد عودته من المحافظة الجنوبية، ترأس العبادي اجتماعا طارئا للمجلس الوزاري للأمن الوطني، وفق بيان رسمي السبت.

وأشار البيان إلى أن المجتمعين حذروا من “مجاميع مندسة صغيرة ومنظمة تحاول الاستفادة من التظاهر السلمي للمواطنين للتخريب ومهاجمة مؤسسات الدولة والممتلكات الخاصة”، مؤكدا أن “قواتنا ستتخذ كافة الإجراءات الرادعة بحق هؤلاء”.

وامتدت التظاهرات إلى محافظتي ذي قار والنجف، بل وصلت إلى العاصمة بغداد.

واقتحم متظاهرون غاضبون مساء الجمعة مطار النجف الدولي، وأقدم محتجون آخرون على إحراق مكاتب لبعض الأحزاب في المدينة، قبل أن يعود الهدوء السبت.

وخرجت تظاهرة خجولة بعد منتصف الليل في منطقة الشعلة في شمال العاصمة بغداد، وسط إجراءات أمنية مشددة. ولا يزال التجمع قائما السبت.

اترك تعليقاً