مقالات

تواضع الكبار

…….. تواضع الكبار ……..
بقلم عبد العظيم محمد
عندما كتبت ( مقالا ) تحت عنوان الشيخ الدكتور علي رضا الحمود مدير عام الشؤون الادارية والمالية ( شموخ العروبة وينبوع رحمة ) لم اكن ( مجاملا ) بل كنت ( منصفا ) بحق هذه القامة الأكاديمية التي لم تتكرر ( انه ثروة اطماح كبيرة تحققت بها الأحلام بعد ان كانت من قبله مجرد امنيات ثم اصبحت بقدومه حقيقة واقعة )
كيف لا وهو يفاجئنا يوميا بتواضعه الجم … واليكم الحكاية
غادر مكتبه بعد ان طلبه كالعادة وزير الثقافة والسياحة والأثار للتداول في قضايا الوزارة .. تأخر قليلا ثم عاد ليجد العديد من المراجعين والموظفين في انتظار انجاز معاملاتهم .. لم يذهب لمكتبه ليوقع البريد كما يفعل غيره من المدراء العامين .. بل جلس خلف مكتب موظف الأستعلامات الواقع في مدخل دائرته ليوقع البريد .. بل لم يكتف بذلك حتى التفت للواقفين يسألهم هل هناك من لديه معاملة او طلب .. الجميع شكره وبالفعل وقع البريد وسلم الكتب لأصحابها مع ابتسامته المعهودة التي لا تفارق محياه … اذهلني بحق هذا الرجل لأنني طيلة اكثر من اربعين عاما قضيتها في الوظيفة لم اشاهد هكذا شخصية متواضعة وهو يتحدث بحب مع الجميع دون ان يعرف ملته او طائفته او قوميته الجميع لديه سواسية يشتركون بالانتماء الى رحم تربة العراق لا غير .. الم يستحق منا كلمة شكر وانصاف وهو الذي اجتمعت فيه كل صفات الرجولة والشهامة والبر والتواضع وفي مقدمتهم الرحمة هكذا هم الرجال الذين لا تغريهم المناصب او تغير من سلوكهم .. على العكس زادهم تواضعا بعد ان اصبحوا واحة رجاء لكل متظلم وهم يمدون يد المساعدة دون منة وبحب كبير قل مثيله .. انه تواضع الكبار الذي لم نتعرف عليه في جميع وزارات ومؤسسات الدولة بعد ان اجاد الشيخ الدكتور علي رضا المزاوجة بين واجبات المهنة وحقوق الأخرين .. انه يحاول قراءة الحياة من خلال نوافذ متحركة غير جامدة لا يدعها تنخفض ، بل هي في تصاعد مستمر حتى يتمكن من اثبات الذات عن طريق خدمة الأخرين ليكشف الطرقات امام اقرانه عسى ان يتعلموا التواضع وحب الناس .. واقول جازما ان مضيف الشيخ الحمود هو المدرسة الحقيقية التي اسست لهذه القيم النبيلة في التعامل والتواضع حتى بات الجميع يتحدث عنه كنموذج للنزاهة والأمانة وموطنا للحكمة وموضعا للثقة ..
انها الشخصية الكبيرة بخلقها ومهنيتها وبوطنيتها التي حفرت في ذاكرة الجميع اجمل المواقع في مقدمتها التواضع وجمال الروح بعد ان سكن القلب والوجدان .
فهنيئا للعراق بهذا الجذر النظيف الذي ينتمي الى رحم تربة طاهرة وهنيئا لنا بهذا التواضع الذي اذهل الجميع بعد ان فقده الأغلبية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى