خالد السلامي: استخدام السوشيال على الأطفال وتأثيرها السلبي

كتب – علاء حمدي

قال المستشار الدكتور خالد السلامي رئيس جمعية أهالي ذوي الإعاقة بدولة الإمارات العربية أن استخدام السوشيال لدي الأطفال لها التأثيرات السلبية عليهم وأن أول السلبيات هي الهوس أو الادمان .. بمعنى وصول الطفل لمرحلة من النرجسية وبالتبعية بيكون الانترنت هو حياته كلها .

وأكد السلامي انه يوجد العديد من السلبيات نذكر منها : الاكتئاب حيث اظهرت أحد الدراسات ان واحد من كل عشرين طفل يتعرض لمشكلات نفسية كالقلق والتوتر والاكتئاب نتيجة استخدام السوشيال ميديا بشكل مستمر خلال اليوم، وأوضحت تلك الدراسات أن الطفل يحتاج ان يتعرض الى وسائل التواصل الاجتماعي بقدر أقل من الكبار، لأنه سهل التأثر بكل ما قد يمر عليه من أحداث مثلا…. متابعة البنات «للبلوجرز » على وسائل التواصل الاجتماعي، ممكن ترسم صورة معينة للجسم المثالي، وهو غالبا ما لا يتحقق لكتير من المراهقات ، وهو ما يؤدي في النهاية إلى الدخول في موجات متتابعة من الاكتئاب وفي دراسة بريطانية أكدت أن الفتاة التي تقضي ثلاث ساعات يوميا في تصفح وسائل التواصل قد تتحول لفتاة مكتئبة .

واضاف السلامي الي التعرض للتنمر حيث يتعرض كثير من الأطفال للتنمر على وسائل التواصل ، باعتبارها ساحة مفتوحة للتعليقات والانتقادات ، ونفسيا الطفل غير مهيأ لاستقبال هذا الكم الهائل من التعليقات والانتقادات ، وهو ما قد يعرضه لفقدان ثقته بنفسه ، لان الطفل أصلا يحتاج لخبرات واقعية وتجارب عديدة قبل أن نعرضه لانتقادات أشخاص خارج نطاق العائلة والمدرسة .

وأشار السلامي إلي حدوث اضطراب في مواعيد النوم لدى الأطفال حيث يقول طبيب الأعصاب والباحث الامريكي ماثيو ووكر، أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي قبل النوم مباشرة يؤثر بشكل كبير على مقدرتك على الخلود للنوم، حيث ان الضوء الازرق الموجود في شاشات الهاتف او التابليت، قد يؤثر على إفرازات المخ التي تساعد أجسامنا على الخلود للنوم،

وقد حذر ماثيو ووكر من اختلالات النوم عند الطفل، حيث أنه قد توصل عبر دراساته على مدار عشرين عام، إلى أن النوم هو الحدث الأكثر تأثيرًا في قدرات الطفل الإبداعية وتطور قدراته الحركية. وقد كتب الطبيب ماثيو ووكر في كتابه لماذا ننام، أن تعرض العين للضوء الازرق الموجود في شاشات الاجهزة الذكية يؤثر على جودة ساعات النوم التي من المفترض ان نحصل عليها،

كما قد وضح أنه عند حدوث خلل في ساعات النوم أو المواعيد الثابتة التي من المفترض أن يحصل عليها الطفل، يؤثر ذلك على نمو مهاراته الحركية ومهاراته الإبداعية، والتي تتطور خلال ساعات نومه كل يوم.

كما اشار السلامي الي تأثر علاقة الطفل بالأخرين حيث أن وسائل التواصل الإجتماعي تؤثر على علاقات الاطفال بالأخرين، يظل الطفل من صغره في حالة عزلة اجتماعية ، حيث أن الطفل في السن الذي يتراوح بين سنتين و15 سنة، يحتاج الى تنمية مهاراته الإجتماعية في التواصل مع الغير عن طريق التواصل بالكلام المباشر وحركات الجسد ونظرات العين، والتي تساعده فيما بعد على التواصل بشكل ناجح مع الأخرين، ولكن وسائل التواصل الإجتماعي تحرم الاطفال من تجربة الحصول على تواصل حقيقي مادي، فيقلل من قدرة الطفل على التعبير بالكلام أو فهم مشاعر الأخرين والتأمل فيها، فيخلق ذلك مشكلة يصعب تجاوزها عند الكبر .

وأكد السلامي علي تعرض الطفل للعديد من الصدمات حيث تنتشر الكثير من المواد السمعية والبصرية الغير مراقبة، مثل الصور التي تمثل أعمال العنف في الحروب أو فيديوهات الضرب والألفاظ الخارجة التي تنتشر بكثرة في جميع أنواع المواقع، وهو ما يعرض الطفل لصدمات عنيفة غير مناسبة لسنه الصغيرة، فقد اشار الكثير من الأطباء النفسيين أن الصدمات النفسية للطفل قد تطارده مدى حياته، حتى لو تناساها كأحداث فعلية، ولكنها تظل مؤثرة في عقله بشكل لا واعي طوال حياته. ونجد في تلك الايام أن صور القتل والحوادث والحروب والصراعات تنتشر في كل مكان دون مراقبة، وقد تؤذي الطفل بشدة، حتى اذا كان عمره لم يتجاوز السنتين، فالطفل يتأثر بكل المدخلات اللي بتصل إليه حتى وإن كان غير قادر على فهمها.

واضاف السلامي ان الابتزاز يعد أحد أبرز المخاطر التي تتعرض لها الفتيات على “السوشيال ميديا”، حيث كشف تقرير حديث من موقع “مترو” البريطاني بعض المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها المراهقون والأطفال بسبب تطبيق “واتساب”، وحالات الابتزاز نسمع عنها يوميا وكلها تقريبا متشابهة ومكررة ، فمثلا .. شاب يبتز بنت أرسلت له صورها ويهددها بنشر تلك الصور إذا لم تحقق له رغباته وطلباته .

وطرح السلامي سؤالا : كيف نحمي أبناءنا من مخاطر وسائل التواصل ؟ والذي استعرض بعده بعض الحلول الآتية: لابد لأولياء الأمور أن يشرحوا لأطفالهم الامور التي قد يصعب عليهم فهمها، كما لا بد من متابعة حسابات الطفل على وسائل التواصل، حماية له من المتنمرين، ومن الضرورة أن يعي الطفل جيدا من هو الشخص المتنمر، لكي لا يصاب بالاحباط والحزن حال تعرضه لانتقادات قد تكون في غير محلها.مشيرا الي تحديد ساعات واضحة لاستخدام الطفل للتاب أو الموبايل ، فيجب ان يكون هناك جدول واضح للاستخدام اليومي، لا يزيد عن عدد محدد من الساعات، وفي اوقات محددة من اليوم، ويفضل الا تكون قبل التوجه للنوم مباشرة. ولابد من الحديث الدائم والمستمر مع الطفل حتى نكون على دراية بحالته النفسية وقدرته على التواصل ، كما يجب تحديد الوقت المناسب للتدخل في حال حدوث أي تغيير ملحوظ على حالة الطفل .

وقال السلامي يجب على الآباء والأمهات مشاركة أبناءهم المواد المفضلة لهم على وسائل التواصل مثل الفيديوهات التي يشاهدونها ، وهو ما يترك انطباعا ذهنيا داخل الطفل بأن والده هو أقرب أصحابه إليه وليس ولي أمره ، ، وهو ما يترك أثرا إيجابيا في طمأنة الطفل وتعزيز ثقته بنفسه . ويجب أن يستوعب الطفل فكرة أنه مهما تصفح وشاهد وتعرف على ثقافات ومعارف أجنبية ، لابد من الرجوع إلى قيمنا وتقاليدنا التي نشأنا عليها ، كما يجب زرع فكرة هامة داخل الطفل أنه لا يجب أن نتأثر بهذه الثقافات والمعارف ولا نأخذ منها إلا ما يناسب مجتمعنا .

وختم السلامي حديثه قائلا : لابد أن يكون هناك لغة للحوار الأسري يغلب عليه الطابع التربوي الرقيق بعيدا عن صراخ الأمهات وعنف الأباء ، فيجب على المجتمع بأسره أن يخرج من هذه الدائرة المغلقة التي يجري فيها الآباء خلف أبنائهم بالعصا ، وأن يتحرروا من الأفكار العقابية العدائية وليضعوا نصب أعينهم مقولة الإمام علي كرم الله وجهه ” لا تحملوا أولادكم على طباعكم ، فإنهم قد خلقوا في زمان غير زمانكم ” .

اترك تعليقاً