” محافظة الوادي الجديد ” تشهد افتتاح فعاليات الدورة 35 للمؤتمر العام لأدباء مصر

الوادي الجديد – علاء حمدي

افتتح اللواء د. محمد الزملوط محافظ الوادي الجديد، والدكتور أحمد بهي الدين العساسي رئيس الهيئة المصرية العامة الكتاب نائبا عن الدكتورة نيفين الكيلاني وزير الثقافة، والفنان هشام عطوة رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، فعاليات الدورة الخامسة والثلاثين للمؤتمر العام لأدباء مصر، الذي يعقد بمحافظة الوادي الجديد فى الفترة من 29إلى 31 ديسمبر الحالي، تحت عنوان “الفعل الثقافي ومشكلة المعنى”، دورة الناقد والمفكر الكبير الراحل د. شاكر عبد الحميد وزير الثقافة الأسبق، بحضور الكاتب الكبير محمد سلماوي رئيس المؤتمر، والدكتور حمدي سليمان أمين عام المؤتمر، والشاعر مسعود شومان رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية، وضياء مكاوي رئيس إقليم وسط الصعيد الثقافي، وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، ولفيف من القيادات التنفيذية والشعبية والأدباء والباحثين والإعلاميين وأبناء الوادي الجديد.

وفي كلمتها عبرت وزير الثقافة عن تقديرها لدور الأدباء الرائد في استمرارية ريادة الإبداع المصري وتعزيز مكانة الثقافة المصرية، وقالت: يحتم علينا العالم الجديد بكل أدواته الافتراضية والواقعية أن نلوذ بالثقافةِ والهوية، ونعيد قراءة مفرداتها بقدم راسخة في هذا الأمر، حيث لم يعد ترفا أن تكون الثقافة وما تنتجه من فكر وإبداع ورأى في مواجهة الراهن العالمي بكل تشابكاته، ذلك العالم الذي أصبحتْ الثقافة بمفهومها الشامل والمتسع ركيزة أساسية في بنائه ومحتواه.
وأضافت الكيلاني: إنني أدرك معكم جميعا أن علينا أن نقوم بمهمة ثقيلة وضرورية وهي الإسهام في إنتاج مناهج ومفاهيم وتصوراتٍ تكون لبنة في البناءِ الثقافي للإنسانية، إنه واجبنا تجاه حضارتنا وثقافتنا وهويتنا. ولعل ما رأيته من موضوعات ورؤى جادة سيناقشها مؤتمرنا ويضعها على طاولةِ الحوار سيمكننا جميعا من الخروج بنتائج مهمة وفاعلة تأكيدا على دورِ مصر الثقافي والإبداعي الرائدِ ماضيا وحاضرا.
وأثنت وزير الثقافة على اختيار المؤتمر لرمز ثقافي وفكري مصري وهوَ الدكتور شاكر عبد الحميد شخصيةَ المؤتمرِ، موضحة أنه تركَ أثرا علميا وإنسانيا راسخا حيث كان مثالا للجدية العلميةِ، ووجهت الوزير شكرها لمحافظ الوادي الجديد على دعمهِ للمؤتمرِ، وللكاتب الكبيرِ محمد سلماوي، والفنان هشام عطوة، مؤكدة أن انعقاد المؤتمر في محافظة الوادي الجديد يأتي ترسيخا لأصالة الثقافةِ المصرية وتنوعها الثري.

وفي كلمته وجه اللواء د. محمد الزملوط محافظ الوادي الجديد التحية والشكر لوزير الثقافة ولأمانة المؤتمر لاختيار المحافظة خلال دورة هذا العام لاستضافة المؤتمر، معربا عن تقديره البالغ لأدباء مصر، وتحدث “الزملوط” عن تاريخ محافظة الوادي الجديد ونشأتها وما حدث بها من تطور، مؤكدا أنه لا توجد تنمية اقتصادية دون تنمية ثقافية، وأكد أن المحافظة تشهد تطوير عدد كبير من المشروعات القومية التي أثرت بالإيجاب على حياة أبناء المحافظة مثل تنفيذ المجمع المصالح الحكومي وإنشاء كلية الطب، بجانب مبادرة النخيل، وفي مجال الاتصالات، واستصلاح الأراضي، وجذب المستثمرين وغيرها من المشروعات.
وطلب محافظ الوادي الجديد من الأدباء بضرورة تفعيل توصيات المؤتمرات السابقة حتى يصل المؤتمر إلى غايته السامية، ووجه الشكر للقائمين على هذه الدورة من المؤتمر، ومن شارك به من جميع المحافظات، مثمنا الإعلان عن اختيار محافظة الوادي الجديد عاصمة للثقافة المصرية لعام 2023، وهو ما يعد فرصة كبيرة لتقديم الأنشطة الثقافية والفنية في مراكز وقرى المحافظة، لإثراء الحراك الثقافي وإلقاء الضوء على التنوع الثقافي والتراثي الفريد الذي تتمتع به المحافظة.

وفي كلمته وجه الكاتب الكبير محمد سلماوي تهنئة حارة لأدباء مصر على استعادة مؤتمرهم العام بعد توقف إجباري فرضته ظروف الجائحة، وأنه يتطلع لأن تمثل هذه الدورة بعثا جديدا لهذا التجمع العريق لما يتسم به من أهمية، وما يختص به من تميز.
وقال “سلماوي”: أرى مهمة تاريخية أمام الدورة الحالية للمؤتمر العام لأدباء مصر تتلخص في صياغة المؤتمر لوثيقة تعبر عن رؤية يجمع عليها أدباء مصر في هذه المرحلة الفاصلة من تاريخ البلاد، وثيقة تحدد السياسات الكفيلة بقيام الثقافة بدورها الذى لا غنى عنه في استراتيجية البناء التي نشهدها الآن، وذلك بالتكامل مع الإعلام والتعليم وأجهزة الدولة الأخرى.
وأشاد “سلماوي” بالمثقف الكبير الدكتور شاكر عبد الحميد شخصية المؤتمر الذى أثرى حياتنا الثقافية بتأصيله لتخصص نادر هو علم نفس الإبداع، وقدم شكره وتقديره لوزير الثقافة وإعلانها وضع خطط جديدة للنهوض بالعمل الثقافي في المرحلة القادمة ولهيئة قصور الثقافة ولأمانة المؤتمر معربا عن تمنياته بدورة ناجحة ومتميزة لهذا المؤتمر العريق.

ووجه الفنان هشام عطوة تحية إعزاز وتقدير للأدباء واصفا المؤتمر بأنه عيد ثقافي وإبداعي لكل أديب في مصر، وأشاد باختيار الأمانة العامة للمؤتمر لمحافظة الوادي الجديد لتقام عليها الفعاليات وهو مالاقى دعم المؤسسة الثقافية ورعاية وزير الثقافة التي تدرك أهمية وصول الدم الثقافي إلى الأطراف، موجها شكره لمحافظ الوادي الجديد لاستضافة المؤتمر مؤكدا أن اجتماع الأدباء في هذه البقعة الجغرافية والثقافية المتميزة ليناقشوا قضاياهم يؤكد على وعي أدباء مصر ودورهم الفاعل في خدمة حركة الثقافة والأدب.

وقدم الشاعر مسعود شومان لمحة تاريخية عن مؤتمر أدباء مصر منذ دورته الأولى في فبراير 1984 حتى الآن، مشيرا أن المؤتمر مازال يؤكد على ثوابت مطروحة في الدورة الحالية منها ضرورة كفالة حرية التعبير والتصدى لمحاولات الردة الفكرية التى تعوق تقدم حركة المجتمع المصرى بشكل عام وحركة الإبداع والفكر بشكل خاص.

وأكد الدكتور حمدي سليمان أمين عام المؤتمر أن المؤتمر يعد أكثر الفعاليات الأدبية والثقافية استقرارا واستمرارا وعراقة موضحا أن هدف أمانة المؤتمر ولجنة أبحاثه يكمن في التأكيد على خطورة غياب المعنى في مناشط حياتنا المختلفة، وخاصة الثقافية والإبداعية، فمعظم ما تنتجه الجماعة الثقافية على مستوى الأفراد والمؤسسات يخلو من إمكانية تحديد المعنى بدقة.

بدأت الفعاليات بعرض فيلم بعنوان “حكايات من تاريخ الواحات” من إعداد المكتب الإعلامي لمحافظة الوادي الجديد، وعرض فيلم “نخيل الوادي” من أشعار مسعود شومان وألحان محمد مصطفى وإخراج محمد شومان، ثم الكلمات الافتتاحية، وتم تبادل دروع التكريم بين الهيئة العامة لقصور الثقافة ومحافظة الوادي الجديد، حيث منح المحافظ دروعا تكريمية لكل من وزير الثقافة ورئيس هيئة قصور الثقافة ورئيس المؤتمر وأمين عام المؤتمر ورئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية، وكرم المؤتمر الدكتور شاكر عبد الحميد شخصية المؤتمر، والدكتور صلاح فضل لما قدمه في حقل الدراسات النقدية واللغوية، والكاتب محمد سلماوي، والدكتور حمدي سليمان، وكرمت الأمانة الشاعر أحمد دياب ممثلا لأدباء محافظة الوادي الجديد، والكاتب محمد عبد الله الهادي ممثلا لأدباء الوجه البحري، والشاعر سفيان صلاح الدين ممثلا لأدباء الوجه القبلي، والأديبة سمية الألفي ممثلة لأديبات مصر، والناقد سيد الوكيل، واسم المبدعين الراحلين عبد الجواد خفاجي، عبد الغني مصطفى، فؤاد حجاج، أشرف العناني، فتحي البريشي، صلاح الراوي، سعيد الكفراوي، مجيد طوبيا، محمد عبد المنعم زهران. وكرم المؤتمر مدير عام ثقافة الوادي الجديد لبلوغه سن التقاعد.

وتفقد الحضور معارض الكتب ومعارض الحرف التقليدية التي أقيمت على هامش المؤتمر، واختتم الحفل بعرض فيلم توثيقي بعنوان “أغصان الضوء” لدورات المؤتمر منذ انطلاقه وحتى الآن.