خطيب جمعة بغداد يطالب بتغيير قانون الانتخابات وتشكيل مفوضية انتخابات مستقلة حقيقية والتبكير في الانتخابات
المستقبل/ فراس الكرباسي
طالب خطيب وامام جمعة بغداد الشيخ سلام الربيعي في خطبة الجمعة، بتطبيق ثلاث خطوات لحل الوضع العراقي وهي تغيير قانون الانتخابات وتشكيل مفوضية انتخابات مستقلة حقيقية والتبكير في الانتخابات البرلمانية، معتبراً ان كلفة الانتخابات والبالغة تقريبا 200 مليار دينار تشكل نسبة ضئيلة من نسبة الموازنة من جهة ونسبة قليلة بالقياس لأهداف مهمة تتعلق بإصلاح بنية العملية السياسية.
وقال الشيخ سلام الربيعي من على منبر جامع الرحمن في المنصور ببغداد، إن “يشكل الخطاب الديني نقطة تحول مهمة في حياة الامة فهو يوفر افضل الفرص للارتقاء بوعي المجتمع ورفع مستوى انتاجيته وادائه في مختلف مجالات الحياة وامكانية المعالجة والاصلاح لأي ثغرة او نقطة ضعف يعاني منها المجتمع ، وتوجيه الرأي العام نحو ثقافة التنمية والبناء ، وخدمة القضايا المصيرية للدين والوطن”.
واضاف ان “مما يبعث على الامل في واقع امتنا المعاصر وجود نوع من الخطاب الذي يحمل الميزات اعلاه حيث يتضمن الطرح العقلائي الموضوعي البعيد عن التشدد والغلو (وهو ما يسمى بالوسطية) والداعي الى التنمية والاصلاح والمهتم بنشر ثقافة التسامح والوحدة مما يعكس الصورة المشرقة المضيئة للفكر الاسلامي الاصيل”.
وتابع الربيعي “نحن اليوم اذ نعيش فترة مهمة في حياة العراق والعراقيين حيث تشهد الساحة العراقية تحركا جماهيريا مطالبا بالإصلاح بعد غياب الادارة الكفؤة والتخطيط الصحيح مما ادى الى ان يستشري الفساد وتعم الفوضى في البلاد فقد انبرت المرجعية الدينية في النجف الاشرف المتمثلة بالمرجع اليعقوبي ليقدم حلوله الناجعة وخطاباته المتميزة ويشخص المشاكل ويضع الحلول لها “.
وبين الربيعي ” اعتمدت المرجعية ثلاث خطوات لحل الوضع العراقي وهي تغيير قانون الانتخابات وتشكيل مفوضية انتخابات مستقلة حقيقية والتبكير في الانتخابات البرلمانية”.
واشار الربيعي “لقد شخصت المرجعية ومنذ وقت باكر ومنذ سنة 2007 تغيير قانون الانتخابات وحذرت من بقاء الخارطة السياسية عما هي عليه حيث قال المرجع اليعقوبي ان تغيير الخارطة السياسية في الانتخابات القادمة ويقصد 2010 يجنب العراق دوامة العنف والافرازات الكارثية للمسيرة الخاطئة للعملية السياسية ، وقد حصل مع الاسف الشديد ما تنبأ به سماحته بل لا زلنا ندفع ضريبته الى اليوم من استشراء الفساد ونهب الخيرات وفقد اولادنا في ساحات القتال مع الدواعش وتهديم المساجد والمراقد والاثار فمن هنا اكد سماحته على اعتماد القوائم المفتوحة والدوائر المتعددة بل وترشيح الافراد بحسب المناطق وليس على نظام القوائم بحيث سنحصل على ممثلين حقيقيين للشعب وليس ممثلين للكتل والقوائم السياسية كما هو موجود اليوم”.
وتابع الربيعي ” نطالب بتشكيل مفوضية انتخابات مستقلة حقيقية اي تتكون من جامعيين متخصصين بهذا الشأن وبمساعدة منظمات المجتمع المدني ومساندة المجتمع الدولي وليس من ممثلي الكتل السياسية الكبيرة المهيمنة وبالتالي لا يمكن اجراء انتخابات نزيهة”.
وشدد الربيعي ان “المرجعية طالبت بالتبكير في اجراء الانتخابات ولرب معترض على اجرائها بوقت مبكر للظروف الامنية والاقتصادية التي يمر بها البلد وهذا الكلام مردود لإمكانية اجراء الانتخابات للنازحين في المناطق التي نزحوا اليها وقد شهدنا انتخابات سابقة ولأكثر من مرة في مناطق غير مستقرة امنيا ، ولو تنزلنا وقبلنا هذا الاعتراض فهذا واضح في الموصل اما باقي المحافظات فأما حررت او تحرر اغلبها ، وحتى الموصل ففمكن ان نقبل بتمثيل ممثليها الحاليين لها الى حين تحريرها او اجراء انتخابات تكميلية بعد تحريرها وبالتالي التغيير بنسبة كبيرة ومعتد بها افضل من بقاء الحال على ما هو عليه”.
وتابع الربيعي “اما الاعتراض على الظرف الاقتصادي فان كلفة الانتخابات والبالغة تقريبا 200 مليار دينار تشكل نسبة ضئيلة من نسبة الموازنة من جهة ونسبة قليلة بالقياس لأهداف مهمة تتعلق بإصلاح بنية العملية السياسية فضلا عن كون الانتخابات تحتاج الى موازنة وتخصيصات في كل الاحوال بل ان اصل الازمة المالية في جذورها ناتجة عن فساد كبير وسوء تخطيط فالانتخابات تجتث اصول الفساد مع هذا فيمكن التقليل من كلفة الانتخابات اذا ما قللنا عدد الاعضاء بزيادة الشروط الواجب توفرها بالمرشح كما وان المفوضية يمكن ان تختار انظمة واجراءات انتخابية تراعي فيها اقل الكلف”، مبيناً بانه “لا زالت رؤى المرجعية في متناول ايدي الجميع المعنيين لتشكل لهم خارطة طريق مباركة فيها خير الدنيا والاخرة”.