روما.. فيلم ضد التمييز

كيف يحدث الاستئصال للسكان الأصليين من المجتمع إلى أن ينتهي الأمر بعدم الرغبة في أن يتحدث أطفالهم لغتهم الأصلية؟

من خلال حياة يومية واقعية لمدبرة منزل، يجيب الفيلم المكسيكي “روما” عن السؤال موضحا الضغوط الاجتماعية التي يعيشها السكان الأصليون جيلا بعد جيل.

الفيلم مستوحى من طفولة مخرجه ألفونسو كوارون في السبعينيات في حي كولونيا روما في مدينة مكسيكو سيتي حيث يحكي قصة والدته وخادمة وهما من أشرفا على تربيته.

وأصبح الفيلم المرشح للعديد من جوائز الأوسكار، منبرا للحركات المهمة لحقوق العاملات في المكسيك والولايات المتحدة.

ويقول المخرج السينمائي ألفونسو كوارون إن “فيلمه يعرض، من بين أمور أخرى، مشاهد التمييز العنصري والطبقي الموجود في المكسيك. ففجوة عدم المساواة وسوء المعاملة المتولدة من علاقات القوة هي مسألة واضحة للعيان وتلامس كل شيء” في حياة الناس، حتى علاقاتهم العاطفية، بحسب الأمم المتحدة التي أشادت بالفيلم الجمعة.

ويصور الفيلم عبر قصة الشابة “كليو” قضية العمالة المنزلية، التي نشاهدها بأشكال مختلفة في أماكن كثيرة حول العالم، ويقول المخرج السينمائي ألفونسو كوارون في مقابلة خاصة مع أخبار الأمم المتحدة إنه “من دواعي سروري البالغ أن فيلم روما قد أصبح منبرا للحركات المهمة لحقوق العاملات في المكسيك والولايات المتحدة.”

مخرج فيلم "روما" ألفونسو كوارون المرشح للعديد من جوائز الأوسكار

مخرج فيلم “روما” ألفونسو كوارون المرشح للعديد من جوائز الأوسكار

ويشار إلى أن هناك حوالي المليون ونصف المليون شخص من عاملات وعمال المنازل في المكسيك أكثرهم من النساء اللاتي يفتقر أغلبهن إلى الحماية الاجتماعية.

وبعد سنوات من المطالبات الاجتماعية وعمل المنظمات المدافعة عن حقوقهن يتم الآن العمل على تشريع يحمي وظائفهن ويدمجهن في نظام الضمان الاجتماعي، وشروط الحد الأدنى للأجور.

سائح يصور المنزل الذي تم تصوير فيه فيلم "روما" في حي روما في مكسيكو سيتي في المكسيك

سائح يصور المنزل الذي تم تصوير فيه فيلم “روما” في حي روما في مكسيكو سيتي في المكسيك

ويعتبر فيلم “روما” الذي تم تصويره بالكامل بالأبيض والأسود، الأكثر حظا لنيل جائزة أوسكار لأفضل فيلم أجنبي وقد يدخل التاريخ ويفوز أيضا بجائزة أفضل فيلم في الحفل الذي يقام الأحد، حيث حصل الفيلم على عشرة ترشيحات للأوسكار.

وفاز ألفونسو كوارون الشهر الجاري بجائزتي رابطة المخرجين الأميركيين (جوائز جيلد) لأفضل مخرج عن فيلمه “روما”، والأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتلفزيون (بافتا) لأفضل فيلم كما فاز مخرجه ألفونسو كوارون بجائزة أفضل مخرج.

ويتنافس فيلم روما، وهو باللغة الإسبانية، مع الفيلم الناطق بالعربية “كفر ناحوم” للمخرجة السينمائية اللبنانية نادين لبكي على جائزة “أفضل فيلم بلغة أجنبية”.

وربما نال الفيلمان فرصة الترشح لهذه الجوائز المرموقة لانفتاحهما على قضايا عالمية الطابع تتطلب حلولا ومعالجات عالمية التوجه.​

اترك رد