شعارات انتخابية… بين الطرافة والواقع

بقلم / رواد فاضل
مع اقتراب كل موسم انتخابي، تملأ الشوارع واللافتات شعارات المرشحين. بعض هذه الشعارات يثير الانتباه، لا لقوة مضمونها، بل لغرابتها وبعدها عن جوهر العمل النيابي.
فبدل أن نقرأ برامج واضحة تعكس رؤية اقتصادية أو خطة خدمية، نجد شعارات تحمل طابعًا شخصيًا أو اجتماعيًا. فمرشح يقدّم نفسه من خلال عشيرته أو نسبه: “صوتوا لابن فلان، حفيد فلان”، وآخر يختصر مشروعه كله بكلمة “الحاج” أو “أخوكم أبو فلان”.
الأغرب أن بعض المرشحين يختبئون خلف عناوين عاطفية مثل: “انتخبوا زوجة فلان” أو “صوتوا لمن يحمل دماء الشهداء في قلبه”. وكأن قربهم من اسم أو صفة يكفي ليمنحهم ثقة الناس، متناسين أن الناخب اليوم يبحث عن كفاءة، شهادة، وخبرة، لا عن ألقاب أو قرابة.
هذه الشعارات، رغم طرافتها أحيانًا، تكشف فراغًا في المحتوى السياسي. فالسياسة لا تُبنى على الألقاب والرموز العائلية، بل على رؤية وبرنامج واضح يلامس حياة الناس. وما لم يدرك المرشحون ذلك، سيبقى الناخب أمام لافتات تثير ابتسامة عابرة، لكنها لا تصنع مستقبلًا أفضل.