عوني مطيع: من الجمعيات الخيرية إلى السجن

مطيع عوني بعد أن ألقي القبض عليهمصدر الصورة
Social media-twitter

Image caption

مطيع عوني بعد أن ألقي القبض عليه

أعلنت السلطات إلقاء القبض على رجل الأعمال المعروف عوني مطيع، صاحب مصنع الدخان (السجائر) المزور في 17 ديسمبر/كانون الأول الحالي، إذ كان من أبرز المطلوبين للعدالة في الأردن. فمن هو عوني مطيع وما هي قصته؟

هو رجل أعمال أردني معروف، نال العديد من المناصب الفخرية وتولى رئاسة العديد من المؤسسات مثل رئاسة مجلس الحكماء لاتحاد المصدرين والمستوردين العرب.

هرب من البلاد قبل يوم واحد من عمليات المداهمة التي قامت بها السلطات على منازل المتهمين في قضية مصانع السجائر المزورة في البلاد، كما أنه تهرب من دفع ضرائب تجاوزت 250 مليون دولاراً.

نُصِّب رئيساً فخرياً لنادي “الجليل” الرياضي عام 2017. كما عُرف عنه قيامه ببعض المبادرات الخيرية وتقديم المساعدات للمحتاجين.

وسبب بروز اسمه في قضية مصنع السجائر المزورة صدمة بين الأردنيين.

غش وتهرُّب

أعلنت السلطات تفاصيل عن قضية غش عوني في صناعة السجائر إلى جانب تهربه من الضرائب.

وقالت وزيرة الإعلام جمانة غنيمات إن الجهات المختصة منعت 7 أشخاص من السفر خارج البلاد لاتهامهم في قضية تهريب وإنتاج السجائر بطرق غير قانونية، ويحمل جميعهم الجنسية الأردنية باستثناء شخص واحد يحمل الجنسية الهولندية.

وقامت دائرة الجمارك في الأردن بمداهمة أربعة مواقع داخل المنطقة الحرة في الزرقاء بحسب وزيرة الإعلام، وضبطت المواد الأولية التي كانوا يستخدمونها في صناعة السجائر المغشوشة.

وأضافت غنيمات: ” تمت مداهمة شركة مرخّصة لصناعة العصير شكلاً، بينما كشفت عمليّات الضبط وجود خطّ إنتاج كامل بما في ذلك خط التغليف والطباعة وورق مطبوع بماركات معروفة لتصنيع السجائر إضافة إلى 16 كرتونة دخان”.

وقال رئيس الوزراء عمر الرزاز “إن الحكومة تلتزم بعدم نشر أسماء الأشخاص إلى أن ينتهي التحقيق معهم احتراماً للقانون”.

“ليلة القبض على عوني مطيع ” تشغل الأردن ..فما القصة؟

“ليلة القبض على مطيع”

أطلق الأردنيون هذه التسمية بعد أن أعلنت السلطات الأردنية القبض على تاجر السجائر المزورة مطيع عوني الذي ظل هارباً منذ يوليو/تموز الماضي، إلى أن سلمته السلطات التركية إلى السلطات الأردنية في 17 ديسمبر/كانون الأول الحالي.

ولكن تعود جذور القصة إلى عام 2004، عندما أسس عوني مع شركائه مصنعاً لإنتاج السجائر المغشوشة التي درّت عليه أموالاً كثيرة.

وكانت قضية السجائر المغشوشة أثيرت في البرلمان الأردني في يوليو/تموز 2017 .

وبعد ذلك، قامت السلطات بعد تحقيقات واسعة بإلقاء القبض على عشرات المتهمين المقربين من عوني بمن فيهم ابنه وتحويلهم إلى محكمة أمن الدولة، في حين تمكن عوني من الهرب إلى لبنان فتركيا.

وقال رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز إن خطوة إلقاء القبض على عوني وشركائه هي محاولة للحكومة في “محاربة الفساد” في الأردن.

مصدر الصورة
Social media-twitter

سخرية إعلامية

تصدّر هاشتاغ #عوني_مطيع مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن خلال ساعات قليلة من خبر إلقاء القبض عليه. وكتب عنه كبار المسؤولين في صفحاتهم في تويتر وفيسبوك بمن فيهم رئيس الوزراء عمر الرزاز الذي كتب: “مطيع في قبضتنا وللحديث بقية”.

وسرعان ما علق الناشطون الأردنيون في مواقع التواصل الاجتماعي على جملة الرزاز المبهمة.

واستغرب ناشطون آخرون من عبارة “للحديث بقية” التي جاءت في تغريدته، إذا كتب عدد من الناشطين والحقوقين جملٍ عن الفساد دون إكمالها لينتهوا بعبارة الرزاز ” وللحديث بقية”.

وكتبت رئيسة الهيئة الإدارية لمركز الشفافية هيلدا عجيلات: “مسكوا عوني مطيع؟ بدنا تكشفوا أعوانه ومين ساعده على الهروب خارج الأردن، من حقنا نعرف”

مصدر الصورة
Social media-twitter

Image caption

الصورة التي انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي لـعوني مطيع بعض وقوعه في يد السلطات

براءة وعفو

قال محامي مطيع عوني، وصفي أبو رمان إن موكله بريء من التهم الموجهة إليه وإن هناك الكثير من النقاط التي يستطيع الاستناد عليها لإثبات براءته”.

ومع اقتراب إقرار قانون للعفو العام بالمملكة، يتخوف الناس من شموله بالعفو، إلا أن وزير الشؤون القانونية مبارك أبو يامين أكد عدم شموله في القرار قائلاً: ” إن الحكومة أخذت بعين الاعتبار خلال دراسة العفو العام إنه يجب ألا يشمل كل من يمد يديه على المال العام”.

ووجد الناشطون والحقوقيون في الأردن في عملية إلقاء القبض على عوني فرصة للمطالبة باإلقاء القبض على جميع المتهمين بالفساد وفي أعلى المستويات.

اترك رد