صراع البكارة بين الطب والحقارة

بقلم : سجى اللامي
في البداية على كلِ شابٍ مقبل على الزواج أن يعرف مسبقاً عن طبيعة تكوين جسد المرأة وأن ينتبه إلى بعض الأمور وأن يتقبل بعض التغييرات بطبيعة المرأة الجسدية والهرمونية، (حسب العلم)، التي ستحدث تدريجياً في جسد المرأة ما قبل الزواج وبعد الزواج
الكلُّ منّا يحرص على أن يكونَ على درايةٍ كاملٍ بالشيء الذي سيشتريه من المصنع من مقدار ثمنه والحاجة، ولذلك الشيء وعند شراء أبسط حاجة يكون معها بما يسمّى بـ(الكاتلوج)، أو الدفتر الصغير الذي يحتوي على إرشادات وتعليمات وطريقة إستعماله، كما تحرص أن تتعرف على الجهاز الذي في منزلك فما بالك بمن هي أساس منزلك جسد المرأة (هي الحياة)، ناهيك عن إنسانيتها، وكيف تصير مصنعاً لإنجاب من يوثّقك، (الأولاد)، في ما جعلني أشرح بكتابةِ هذا المقال هي المفاهيم الخاطئة التي يبثّها المجتمع بعقل الشاب بحيث أنّه صار يربطَ الأخلاق بصفة بايولوجيّة تولد بها المرأة أو لا تولد والأكثر وجعاً أن تُضربَ البنت أو تقتل في ليلةِ زفافها بسبب العذرية أو يشككون ظلماً.
الفتاة تكون في جسدها وهي لا تعلم عنه شيئاً و تظن أنّها تملك غشاء البكارة وهي قد تكون بدون غشاء أصلاً، (حسب العلم)، وقد نقل إلى الزواج أفكاراً وإعتقادات هي نتيجة ما يغرسه المجتمع وتنضح به الأعراف حتى يقبل كلا الطرفين بمفهوم خاطئ حتى أن يسمع الشاب من الأب او الأخ الأكبر ويربط الشاب مفهوم الشرف بقطرات الدم وغشاء البكارة بينما 30٪ من النساء تولد بدون غشاء (مثبّت علميّا)، يولدن بأغشيةٍ مختلفة وهناك أنواع عديدة من أغشية البكارة منها الخفيفة أو السميكة او المتمزقة ٢٠٪ من الفتيات لا يشاهدن الدماء عند الممارسة الأولى، لذلك لايمكن الإعتماد على غشاء البكارة كدليل علمي للعذرية.
هذا ما حدث مع الفتاة القاصرة التي تبلغ من العمر 16 عام، واجهت أشدّ أنواع الضرب والإهانة من قبل الزوج في ليلةِ زفافها ثم يعاد بها الى أهلِها و إخبارهم بأن شرفهم مسلوب وأن الفتاة لم تحافظ على عذريتها.
نحن مجتمع يجهل الكثير من الحقائق الطبيّة أو يتجاهلها عمداً أو تخلَف الحقيقة فيه تحت مسمّى العيب.
المشكلة إن مجتمَعنا لا يعنيه العيب، يعتقد الصح هو بأن نربّي أولادنا على بطريقةٍ خاطئة ونناقش في كل شيء، إلّا في هذه المواضيع وذلك إمّا عن خجلٍ في مناقشة هذه المواضيع أو عن جهلٍ في الحقائق .