الطلاق العاطفي جحيم صامت يفتك بالزوجين

بقلم:سجى اللامي
الطلاق ليس دائماً ورقة قانونية تفرق بين رجل وامرأة بل قد يكون صامتاً يتسلل إلى تفاصيل الحياة اليومية ليجعلها جحيماً لا يطاق،أقسى أنواعه هو الطلاق العاطفي حين يعيش الزوجان تحت سقف واحد لكن دون روح وربما ودون مشاعر متجددة ودون لغة قلبية تجمعهما وحياتهم تمارس بطريقة روتين يومي،
كثير من الأزواج اليوم متزوجون شكلياً لكنهم في الحقيقة يعيشون عزلة داخلية فالمشاعر تنطفئ والشغف يختفي والحياة الزوجية تتحول إلى روتين ثقيل إما بسبب عدم التوافق الفكري أو غياب التعبير العاطفي أو حتى إهمال أبسط مقومات العلاقة مثل التفاهم والجنس،الطلاق العاطفي لا يعلن رسمياً أمام المحاكم لكنه يظهر في النفور بين الطرفين وفي الفتور النفسي الذي ينهش كل شريك بصمت وهنا تكمن قسوته لأنه أصعب من الطلاق الذي ينتهي شرعاً وقانوناً الطلاق العاطفي يفرض على الشريكين العيش معاً في فراغ عاطفي يستهلك الروح ويترك ندوباً نفسية عميقة،
الحياة الزوجية تحتاج أمور أكبر من تحسين الوضع الاقتصادي وتوفير المال فالجانب الاقتصادي مهم للطرفين لكن الأساس لثبات العلاقة الزوجية هو الحب والاهتمام والتجديد المستمر للعلاقة، المفاتيح على المرأة أن تحافظ على أنوثتها ودفئها وأن لا تجعل مسؤوليات البيت والأطفال تبعدها عن زوجها، لأن الرجل يبقى بحاجة أن يشعر بأنه الطفل المدلل بين يديها وفي المقابل تزهر المرأة مع الرجل الذي يغذيها بالمشاعر ويمنحها الحب المستمر
العلاقة الزوجية لا تشترى بالرفاهية ولا بالهدايا الباهظة بل تبنى على تفاصيل صغيرة من الحب والحنان، على كلمة صادقة، ولمسة دافئة، ونظرة تملؤها الرغبة والاحترام، فحين تغيب هذه التغذية العاطفية والجسدية، يبدأ الشرخ الكبير الذي يفتح أبواب الطلاق العاطفي،إنها دعوة صريحة لكل الأزواج جددوا حبكم أحيوا مشاعركم ولا تتركوا العاطفة تذبل حتى لا يتحول الزواج إلى جحيم صامت لا يطاق.



