أخبار دولية

أصوات في غزة تعبّر عن إحباطها من الغموض ومخاوف من تجدد التصعيد

غزة – وسط الدمار الذي ما زال يخيّم على أحياء كثيرة في قطاع غزة، تتصاعد أصوات المواطنين معبّرة عن إحباطٍ متزايدٍ من حالة الغموض السياسي والميداني التي يعيشها القطاع منذ أشهر، في ظل عدم وضوح مصير الاتفاقات المطروحة للتهدئة وعودة الاستقرار.
ويقول سكان محليون إنهم يعيشون على وقع “انتظارٍ ثقيلٍ ومخيف”، بينما تتردد الأخبار عن تعثر الجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق شامل يوقف الحرب ويمهّد لإعادة الإعمار.
ومع غياب أي تقدم ملموس، يخشى كثيرون أن تؤدي التطورات الأخيرة إلى تجدد المواجهات العسكرية في أي لحظة، ما يعيد القطاع إلى المربع الأول من المعاناة والدمار.
أبو خالد، وهو موظف حكومي نازح من شمال غزة إلى مدينة خان يونس، يقول:
“نحن لا نعرف ما الذي سيحدث غداً. كل ما نسمعه وعود واتفاقات ثم تصريحات متناقضة. الناس تعبت من الانتظار ومن الخوف الدائم.”
ويشير آخرون إلى أن المواطنين في غزة لا يطلبون سوى الاستقرار، بعد أشهر من النزوح وفقدان المأوى والمقومات الأساسية للحياة.
فالكهرباء لا تصل إلا لساعات محدودة، والمياه النظيفة شبه معدومة، وفرص العمل تلاشت تماماً، فيما ما زالت آلاف العائلات تعيش في مدارس أو خيام مؤقتة.
في هذا السياق، برزت دعوات متزايدة داخل القطاع تطالب حركة حماس بالمضي قدماً نحو تنفيذ الاتفاق المتعلق بتسليم جثامين المحتجزين الإسرائيليين، باعتباره خطوة ضرورية لتخفيف حدة التوتر وفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التفاهمات.
ويرى أصحاب هذا الرأي أن التحرك في هذا الملف يمكن أن يساعد في تسريع دخول المساعدات وإطلاق مشاريع الإعمار، ما يخفف من معاناة السكان.
أم سامي، وهي أم لأربعة أطفال تعيش في أحد مراكز الإيواء في مدينة رفح، تقول:
“نريد أن نعيش بسلام. لا نريد حرباً جديدة. أبناؤنا تعبوا من الخوف، ونحن تعبنا من الوعود.”
ويقول محللون محليون إن حالة الترقب الطويلة دون نتائج ملموسة أدت إلى تراجع الثقة بين المواطنين والجهات السياسية، سواء داخل القطاع أو خارجه.
كما أن استمرار الخطاب المتناقض من الأطراف المختلفة، بين الحديث عن تقدم في المفاوضات وبين التهديد بتصعيد جديد، جعل الناس يشعرون بأنهم رهائن لصراعات لا يملكون فيها قراراً ولا صوتاً.
ويرى عدد من المراقبين أن أي تقدم حقيقي نحو التهدئة سيعتمد على وجود إرادة سياسية واضحة من جميع الأطراف، وعلى تقديم مصالح المدنيين فوق الحسابات الفصائلية.
ويضيف أحدهم أن “الصفقة المتعلقة بالجثامين قد تشكل اختباراً لمصداقية الأطراف في السعي نحو تهدئة شاملة، لأن نجاحها يعني أن هناك أرضية مشتركة يمكن البناء عليها.”
ومع أن الأوضاع في غزة ما تزال صعبة ومعقدة، فإن كثيراً من السكان لا يزالون يتمسكون بأملٍ ضئيلٍ في أن تكون المرحلة المقبلة بداية طريق نحو الاستقرار.
يقول الشاب محمود من مخيم النصيرات:
“لقد فقدنا كل شيء تقريباً، لكننا ما زلنا نؤمن أن هذه الحرب لا يمكن أن تستمر إلى الأبد. يجب أن يكون هناك نهاية، ويجب أن تكون البداية من هنا، من غزة.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى