أمم أفريقيا 2025.. بطولة قارية تُربك حسابات كبار الدوري السعودي

تقرير / سيف معتز محي

تتجه أنظار القارة السمراء نهاية العام الجاري نحو المغرب، الذي يستضيف بطولة كأس الأمم الأفريقية 2025 بمشاركة 32 منتخبًا في نسخة تُعد الأكبر من حيث عدد الفرق. ورغم أن حضور لاعبي الدوري السعودي فيها سيكون محدودًا، فإن تأثير البطولة على المنافسة المحلية سيكون كبيرًا، خصوصًا على الأندية المتصدرة للمشهد هذا الموسم.

فالأندية الأربعة الكبرى في دوري روشن ستخوض فترة حساسة قد تمتد إلى 9 مباريات لكل فريق، ما بين الدوري السعودي ودوري أبطال آسيا للنخبة، وسط غياب مجموعة من أبرز محترفيها.

الأهلي.. الأكثر تضررًا

يُعد الأهلي أكثر الفرق تأثرًا بالبطولة، إذ يخسر ثلاثة من أهم عناصر تشكيلته الأساسية:
رياض محرز (الجزائر)
فرانك كيسييه (ساحل العاج)
إدوارد ميندي (السنغال)
ويمثل غياب هذا الثلاثي ضربة قوية للفريق، خصوصًا أن البدائل لا تملك الخبرة ولا التأثير نفسه، سواء في مركز حراسة المرمى، أو في وسط الملعب الذي يفقد قائده الفعلي كيسييه، أو في الهجوم الذي سيفتقد اللاعب الأكثر صناعة للفارق في المواسم الأخيرة “رياض محرز”.
الأهلي يواجه خلال فترة البطولة سلسلة مباريات صعبة، أبرزها الكلاسيكو أمام النصر، ومواجهة التعاون، إضافة إلى مباراة مهمة أمام الشرطة العراقي في دوري أبطال آسيا للنخبة.

الهلال.. دفاع يفقد عموده الفقري
الهلال يدخل البطولة وهو يفتقد اثنين من أبرز نجومه دفاعًا:
ياسين بونو (المغرب)
كاليدو كوليبالي (السنغال)
الثنائي شكّلا جزءًا أساسيًا من القوة الدفاعية للهلال منذ وصولهما في صيف 2023، ليأتي غيابهما في فترة مهمة من الموسم. ورغم ذلك يُعد الهلال أكثر الفرق استعدادًا، بعد التعاقد مع الحارس الفرنسي ماتيو باتويليت والمدافع التركي يوسف أكتشيشيك.
الهلال قد يخوض من دون هذا الثنائي ديربي الرياض أمام النصر، ومواجهة التعاون، إلى جانب عدد من مباريات الدوري.

الاتحاد.. أزمة وسط مقلقة
الاتحاد يفقد بدوره لاعبين مهمين في محور اللعب:
حسام عوار (الجزائر)
مامادو دومبيا (مالي)
غياب الثنائي يأتي في وقت يعتمد فيه المدرب سيرجيو كونسيساو بشكل كبير على وسط الملعب في بناء خططه. وسيتعين عليه الاعتماد على كانتي وفابينيو، مع منح فيصل الغامدي فرصة أكبر لتعويض الفراغ.
الاتحاد سيواجه خلال تلك الفترة مباريات مؤثرة ضد الشباب والتعاون والقادسية، إضافة إلى مباراة ناساف في دوري أبطال آسيا للنخبة.

النصر.. الأقل تأثرًا
النصر سيكون أقل المتضررين، إذ يغيب عنه لاعب واحد فقط:
ساديو ماني (السنغال)
ورغم أهمية ماني، فإن النصر يملك وفرة في الخيارات الهجومية، كما أن غيابه يتيح لكومان العودة إلى مركزه المفضل في الجناح الأيسر، مع وجود بدائل مثل أنجيلو، غريب، أو أيمن يحيى لتعويضه على الطرف الآخر.
النصر سيخوض خلال البطولة مواجهات ثقيلة، أبرزها أمام الأهلي والهلال والشباب.

ختاماً
بطولة لا تتجاوز الشهر الواحد، لكنها ستهزّ توازن منافسات الدوري السعودي بغيابات مؤثرة في أندية القمة. الأهلي يبدو الأكثر تأثرًا، الهلال في مأزق دفاعي، الاتحاد يفتقد ديناميكية الوسط، بينما النصر يدخل الفترة بأقل الأضرار.
وبينما تستعد المنتخبات الأفريقية لحلم التتويج، ستخوض الأندية السعودية صراعًا من نوع آخر… صراع تعويض الغائبين والحفاظ على نسق المنافسة.