أسواق العراق تشهد انخفاضًا حادًا بأسعار الخضروات… والمزارعون يناشدون الحكومة بالدعم والحماية

شهدت الأسواق العراقية خلال الأسابيع الأخيرة انخفاضًا كبيرًا في أسعار الخضروات والفواكه في معظم المحافظات العراقية، حيث تراجعت أسعار مواد رئيسية مثل الطماطم والباذنجان والبصل والبامية والخيار، إلى مستويات لم تُسجل منذ سنوات، وسط حالة من الارتياح الشعبي والقلق الزراعي.
عوامل انخفاض الأسعار:
يرجع انخفاض الأسعار، وفق مختصين ومزارعين، إلى وفرة الإنتاج المحلي هذا العام، رغم قلة المياه وارتفاع درجات الحرارة.
المزارع نجم صاحب من محافظة بابل، قال في حديثه:
> “هذا الموسم الزراعي مختلف عن السنوات الماضية، رغم نقص المياه، إلا أن الإنتاج وفير، ما أدى لانخفاض أسعار معظم الخضروات، خاصة الطماطم والباذنجان، والخيار”.
وأشار إلى أن وفرة المعروض تجاوزت الطلب، ما ساهم في تراجع الأسعار بشكل كبير، في ظل غياب آليات تنظيم السوق أو تخزين المحاصيل الزراعية.
دعوات لدعم الفلاح العراقي:
من جانبه، طالب المزارع محمد علوان وزارة الزراعة والحكومة بدعم الفلاح العراقي، مشددًا على ضرورة إيقاف استيراد المحاصيل التي تنتج محليًا، لتحقيق الاكتفاء الذاتي وحماية السوق المحلي من الإغراق بالمنتجات المستوردة.
وأكد علوان: “لا يُعقل أن نستورد الخضار والفواكه من دول الجوار، بينما مزارعونا يعانون من تدني الأسعار ويضطرون لرمي محاصيلهم أو بيعها بخسائر”، داعيًا إلى تفعيل قانون حماية المنتج الوطني ودعم المشاريع الزراعية.
الجهات التسويقية: مسؤولية الحكومة
وفي ذات السياق، بيّن ريسان فرحان، مدير مكتب تسويق الخضار والفواكه في علوة الرشيد، أن الحكومة المركزية تتحمل المسؤولية الأكبر في دعم المنتج المحلي. “وحماية الفلاحين مسؤولية الحكومة، ويجب أن يكون لها دور بارز في ضبط السوق ومنع الإغراق، مع توفير قروض ميسرة للفلاحين ودعم مستلزمات الإنتاج مثل الأسمدة والبذور والمياه”.
وأضاف أن التحدي الأكبر يكمن في غياب خطط خزن أو تصدير الفائض، ما يتسبب بحدوث وفرة مؤقتة تؤدي لانخفاض الأسعار بشكل مبالغ فيه، ومن ثم ارتفاعها لاحقًا عند نفاد الكميات.
آراء مواطنين:
أما المواطنون، فرحبوا بانخفاض الأسعار، إذ قال المواطن علي كاظم من بغداد: “لأول مرة منذ فترة طويلة، بات بمقدورنا شراء كميات كبيرة من الخضار بأسعار مناسبة، خاصة الطماطم والبامية والبصل”.
في حين يخشى البعض من أن يكون هذا الانخفاض مؤقتًا، خصوصًا في ظل غياب استقرار السوق وتذبذب الأسعار مع كل موسم.