إلى أين نسير؟

أفراح رامز عطيه
باحثة ماجستير تربية مقارنة وادارة تعلمية
لا شك أننا فى زمان غربة وفتن..
زمانٍ طريقنا مملوء بالذئاب المفترسة؟!
وقافلة البيت تسير بمفردها،،،!! في زمن الشبكات العنكبوتية ووسائل التواصل الإجتماعى..والسؤال:
إلى أين نسير؟
**تيقظوا، لن يبق شيء اسمه الأسرة كما يخطط لنا..والسؤال:
إلى أين نسير؟
*بيت خالٍ من المشاعر والقُرب وجوجل متخم بالمشاعر والحب!!
بيتٌ كل فرد فيه دولة مستقلة، منعزل عن الآخر،
ومتصل بشخص آخر، خارج هذا البيت،
لا يعرفه ولا يقربه.
**بيتٌ لا جلسات لا حوارات،
لا مناقشات لا مواساة.
تيقظوا! أين المسير؟ ؟؟
هكذا بيوت العنكبوت، واهية..
**الأب الذي كان تجتمع حوله العائلة
تبدل وصار (راوتر).
الأم التي كانت تلملم شعث البيت بحنانها ورحمتها،
تحولت وصارت واتس آب.
في بيوتٍ الكل مشغول عن الكل..والسؤال:
إلى اين نسير؟
الأبناء تحولوا من مسؤلين إلى متسولين في وسائل التواصل. يتسولون كلمة إعجاب من هنا، ومديح مزيف من هناك. وتفاعل من ذاك وهذا وهذه. زمن أصبحنا نستجدي الحنان من الغريب، بعدما بخلنا به على القريب..والسؤال: إلى أين نسير ..؟؟
**الزوجة تعلق على كل منشورات الرجال الغرباء،
وتعجب بصورهم الشخصية.
وزوجها بجانبها يترقب منها كلمة إعجاب واقعية..
**وزوج يلاطف هذه ويتعاطف مع تلك،
في وسيلة التواصل الاجتماعي ( الفيسبوك) وهن غريبات بعيدات.
وزوجته بالقرب منه، ولكنها لم تسمع كلمة طيبة تدل على عطفه ولطفه!!والسؤال:
إلى اين نسير؟
**أم تراقب كل العالم في مواقع التواصل،
لا يمر منشور إلا ووضعت بصمتها عليه،
ولكنها لا تدري ماذا يوجد في بيتها،
وهل لها بصمة في سكينته ومودته وتربوياته؟
**أب يهتم بكل مشاكل العالم،
ويحلل وينظر لكل احداث الأسبوع،
وهو لا يعلم ماذا يدور في بيته!!
ولا يستطيع تحليل الجفاف العاطفي والروحي في بيته..والسؤال:
إلى اين نسير..؟
**أم يحزنها ذلك الشاب الذي كتب “إني حزين”
وهي لا تدري أن ابنتها غارقةفى الحزن والهم والغم والوحدة..
تتأثر لقصص وهمية يكتبها أناس وهميون.
والدٌ يخطط لنصيحة شابة تمر بأزمة نفسية، وهو لا يهتم بابنته التي تعيش في أزمات طاحنة.. ابن معجب بكل شخصيات الفيس
ويراها قدوة له،
ويحترمها ويبادلها الشكر لما ينشروه،
ووالده الذي تعب لأجله لم يجد منه كلمة شكر ولا مدح..والسؤال:
ولم هكذا صار المسير؟؟
لأننا نبحث عن رسالتنا خارج البيت.
نريد أن نؤدي رسالتنا خارج أسوار البيت
مع الاخرين، مع البعيدين، مع الغرباء مع من لا نعرفهم.
**ما الحل والعلاج؟
العودة الصادقة إلى الله تعالى ومعرفة أن الله أراد بنا وأراد منا
ما أراده منا بينه لنا فى القرآن وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم..وما أراده بنا أخفاه عنا..وما أراد بنا إلا الخير
(مايفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكرا عليما)النساء 14
فانشغلنا بما أراده بنا عما أراده منا ..
فعليك أيها الحبيب أن تتيقن أن الرسالة الحقيقية هي التي تبدأ من البيت.
رسالتنا تبدأ من بيوتنا وفي بيوتنا ومع أهلنا.
ولنعلم أننا عندما نعمل على أداء رسالتنا في البيت قبل الشارع ستنتهي أكثر مشاكلنا.
**للبعض أقول :
رسالتكم مبدؤها في بيوتكم.
ليس مطلوباً منكم أن تصلحوا العالم كله،
ولكن ابدأ من البيت وأصلح حالك مع الله وادع الله بصلاح أولادك وأهل بيتك..
واعلم أيها الوالد أنك فى البيت قدوة ومسئول أمام الله..كلكم راع ومسئول عن رعيته..
حفظ الله بيوت أمة محمد صلى الله عليه وسلم جميعا من الأذى ،
وجمع الله شملنا على التقوى وأصلح حالنا..
فيامن اشتغلت باللذات..وأفنيت عمرك فى الشهوات..وعصيت رب الأرض والسموات..تفكر في مصيرك فى بيت الوحشة والحسرات..لو تذكرت ضمته مانامت عينك بل كانت فى كل نظرة لله تراقب..وما هنأ عيشك ولاتلذذت بالمطاعم والمشارب.. ياساعيا إلى خطاه تذكر فى القبر حبسك..يامأسورا فى سجن الهوى خلص نفسك..قبل أن تعز السلامة وينصب الميزان..وينشر الديوان..وقد حوى ماكان..ويشهد عليك الجلد والملك والمكان..فحينها تخرس الألسن وتنطق الجلود..ويشيب المولود..وتظهر الوجوه بين بيض وسود..فيا غافلا عن نفسه أمرك عجيب..يا قتيل الهوى داؤك غريب..ياطويل الأمل ستدعى وتجيب..وهذا عن قريب..وكل آت قريب..هلا تذكرك لحدك..كيف تبيت وحدك..ويباشر الثرى خدك..وتقتسم الديدان جلدك..ويضحك المحب بعدك..ناسيا عنه بعدك..والأهل مذ وجدوا المال ما وجدوا فقدك..إلى متى تعصى وتترك رشدك؟!أما آن أن تحسن قصدك؟!الأمر جد مجد فلازم جدك.. ***
اللهم أذقنا عفو بردك..وحلاوة مناجاتك..ولذة مغفرتك..اللهم اقبل توبتنا..واغفر زلتنا..واغسل حوبتنا..واسلل سخيمة صدورنا..نسألك رضاك والجنة ونعوذ بك من سخطك والنار برحمتك يا أرحم الراحمين..
اللّهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه..
وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا إجتنابه..
اللهم اجعل الهدى طريقنا..والرضا رفيقنا..واجعل السعادة دربنا..وأصلح أولادنا وأزواجنا وذرياتنا وبلادنا..
وارزقنا من فيض كرمك سعادة لا تنقطع..برحمتك يا حى ياقيوم..



