اعتصام الاصلاح ، عراقيا بامتياز ، فهبوا جميعا بصوتكم الصادق نحو الخضراء

بقلم : رحيم العتابي

ان مايشهده العراق من ولادة جديدة تتمثل بوجود راي عام ايجابي هذه الايام والذي تجسد بالحراك المدني والشعبي الوطني لدى شرائح الشعب التي انتفضت من سبات طويل ، بعد اذ كان مقتصرا على بعض الانشطة التي كانت تعد محدودة لتنطلق اليوم وبصوت واحد وباسم واحد هو العراق ،حيث هب الجميع تاركين المكونة للطيف العراق والخروج بصحيحات مدوية ووقفات احتجاج ومن ثم الاعتصام المبارك امام جنبا المسميات امام ابواب قلعة السلاطين وحماة الفساد المنطقة الحمراء ، وقد زحفت الملايين بعد ان احست ان الساحة السياسية لا مخرج ولا مفر من ازماتها ، ولمست خلال اكثر من ثلاث عشر سنة ان رباب السلطة لا اكتراث لديهم لما حصل من اهات وويلات ودمار وحروب واقتتال وطائفية وتناحر وظلم واستبداد وهدر للمال العام ولقتل الملايين وتجويع وتشريد وتهجير واعتقال لهذا الشعب وبلا ذنب .

فقد اذاقوهم الامرين جراء العبث والهيمنة وسلب مقدرات الشعب وفرض القوة على البسطاء واهمال المحرومين والمظلومين واستغاثوا من غدر به السلاطين السابقين والحالين ، فجاء المخاض ليقف عند البوابة الحمراء ، بصورة سلمية لاجل نيل المطلب بقلع جذور الفساد والمفسدين و عدم الاكتفاء بذلك وضع كل افسد واجرم بحق العراق في زنازين الحساب وابعاد الوجوه التي جاءت بالطائفية السياسية والاثنية والقومية وغيرها ،فاليوم جاء نداء العراق للعراقيين وما على الغيارى الا ان انتشروا جميعا لاجل التغيير الشامل لجميع من افسدوا وفشلوا وتربعوا على مفاصل الدولة ،من خلال الاتيان بالشرفاء والغيارى الذين لايضعون نصب اعينهم سوى مصلحة البلد واهله ،فتعاون الشعب بمفاصله الشعبية والاجتماعية والشبابية والمدنية والاكاديمية والوطنية ونساءه ، ليقف وقفة واحدة نبذوا من خلالها كل محاولات الفرقة والشتات وبث روح التناحر والاساليب الملتوية التي يتبعها المفسدون ون يحميهم ومن تتضرر مصالحه في عملية التغيير وابعاد المفسد ، اتى اليوم الذي نقول نعم للعراق نعم للحرية من العبودية السياسية الحالية كلا للارهاب كلا للتدخلات الخارجية واللعب على جراحات الشعب باسم الديمقراطية ، فلا خيار امامنا الا ان ياتي الشعب بحكومة تكنوقراط مدنية غير حزبية او تتبع للتكتلات الحزبية ، فهي من العراق والى العراق ، فلا تسويف ومماطلة بعد اليوم وامام رئيس الوزراء الخيار الوحيد اما العراق واما الحزبية التي يرفضها الشعب وله الخيار والايام القادمة لفيها كلمة الفصل ، وفي جميع الاحوال فان الشعب سيخرج منتصرا وسيحصل على حقوقه .

وهنا نسجل كل ايات الامتنان والثناء والاعجاب للتصرف الوطني الذي ابدته القوات الامنية لتعاملها الانساني والاخلاقي والوطني مع اخوتهم المعتصمين والاسهام الفاعل في توفير الحماية والتضامن السلمي معهم ، وهنا ندعوا جميع المؤسسات الاعلامية الحرة الوطنية ان تحذو حذو الجهات الامنية في تادية مهامها تجاه حركة الاعتصامات وعليها ان لاتشكل موقف مخزي امام الشعب العراقي الجريح كالذي يضع الخنجر في خاصرة اخية وان يكونوا مسؤولين كاصحاب رسالة صادقة في نقل الحقيقة وطرح الراي السديد والراجح والمنصف لما ينشده الجمهور وعليهم الا يصطفوا مع معسكر من يروم نشر الدمار والهلاك هذا البلد واهله ،فالاعلام هو صاحب الصوت الحقيقي ، ولايجب ان يكون منقاد نحو الرذيلة والمال والعدوانية وانتهاج سياسة التفرقة والطائفية بين الشعوب وبين فئات المجتمع الواحد وعليهم ان يضعوا الله نصب اعينهم لما يرون من جراحات قد اثخنت جسد العراق وسلبت عافية ابناءه المحرومين .