قلب فلسطين

بقلم : فاطمة الدربي
تعتبر القدس”قلب فلسطين” أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين بعد مكة والمدينة فيها المسجد الاقصى ، مسرح النبوات ، وزهرة المدائن ، مهبط الديانات السماوية ، إليها أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم ، ومنها عرج به إلى السماء السابعة ، ومهوى أفئدة كثير من المسلمين وهي رمز التسامح والمحبة ، وموضع أنظار البشر منذ أقدم العصور وهي الموقع الذي ترنو إليه جميع الأمم والحضارات ، هوجمت وحوصرت ما لا يقل عن خمس وعشرين مرة ، ولكنها صمدت في وجه جميع محاولات تغيير خصائصها وحيويتها.
شيد القدس الملك الصادق ، أحد ملوك اللوسيين الأوائل عام 3000 ق. م ، وهم إحدى بطون العرب في مدينة يوبوس ، وخضعت بعد ذلك لحكم فراعنة مصر خضوعًا تامًا عام 1479 ق. م وجاء المصريون القدماء وسموها “أورسالم” ، ويلفت إلى أن هذه الكلمة لها شقان هما “أورو” ومعناها مدينة و”سالم” ومعناها السلام ، فسموها “مدينة السلام”، ومن هنا اشتقت عبارة “أورشاليم” ، وفي ذلك الوقت خرج بنو إسرائيل من مصر 1292 ق. م متوجهين لفلسطين 1250 ق. م واستوطنوها واستولوا عليها ثم تخلوا عنها وتركوها تحت ضغط اليبوسيين ، وجاء الكنعان في ذلك الوقت وترك اسمها “أورسالم” ولم يغيره وتم تشييد الهيكل المنسوب إليها عام 1007 ق. م
هذه فلسطين موروث الشهادة ، وتركة الانبياء كيف لكم ان تدركوا ان فلسطين تحمل وجع الأرض ، وعذابات الإنسان الفلسطيني. فلسطين باقية ما بقي العرب ، وهي ايقونة امة احبها التاريخ ، وهي نداء مقدس فية قلوب المؤمنين. وستبقى تحاصر القلب ، ولا تنأى بنفسها عن الشعب الذي نصبته الجراح منذ نحو قرن معلمًا في الحزن ، وهو الذي لا يكاد يبرح عيون العرب.
والمنهج الإماراتي التاريخي في التعامل مع القضية الفلسطينية ، حددته كلمات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه ، مؤسس الإمارات ، الذي قال فيها ” دعمنا للشعب الفلسطيني سيستمر حتى يحقق هذا الشعب طموحه في إقامة دولته المستقلة “. كلما تتعكس نهج دولة الإمارات وسياستها الثابتة والتزامها الراسخ بدعم القضية الفلسطينية ، منذ تأسيسها وحتى اليوم ، تحقيق ذلك يتطلب بذل الجهود ودعم المبادرات التي تهدف إلى خلق بيئة مناسبة لتحقيق السلام .