طب وصحة

الدكتور هيثم شاولي يكشف أسباب الهالات السوداء من الفيلر إلى الليزر.. تقنيات حديثة تعالج الأسباب

الاحساء / زهير بن جمعة الغزال

حذر طبيب الجلدية الدكتور هيثم محمود شاولي، أن مشكلة الهالات السوداء التي تظهر تحت العينين لم تعد مجرد هاجس تجميلي يقلق النساء والرجال على حد سواء، بل أصبحت إحدى الظواهر الصحية الشائعة التي تكشف في أحيان كثيرة عن اضطرابات داخلية أو أنماط سلوكية غير صحية.

وأوضح أن هذه المشكلة، رغم شيوعها بين مختلف الفئات العمرية، تمنح الوجه مظهراً متعباً ومرهقاً حتى لدى الأشخاص الأصحاء جسدياً.

وكشف الدكتور شاولي، أن أسباب السواد تحت العينين متشابكة، حيث تلعب العوامل الوراثية دوراً رئيسياً في ظهوره لدى بعض العائلات، بينما يسهم نقص النوم والإرهاق النفسي والبدني وضعف الدورة الدموية الدقيقة حول العينين في زيادة شدته ووضوحه، كما أن نقص بعض الفيتامينات والمعادن الأساسية مثل الحديد، بالإضافة إلى الحساسية الجلدية أو التنفسية المزمنة وما يصاحبها من حكة مستمرة في محيط العينين، كلها عوامل تسهم في بروز هذه المشكلة.

وشدد على أن الهالات السوداء لا تُصنف كمرض جلدي بحد ذاته، لكنها في الحقيقة عرضٌ قد يحمل دلالة مهمة على وجود مشكلة صحية، مبيناً أن بعض الحالات تستدعي التدخل الطبي، خاصة إذا رافقها تساقط شعر شديد، أو فقدان وزن غير مبرر، أو إرهاق متواصل، حيث يمكن أن تكون مؤشراً على أمراض مثل فقر الدم أو اضطرابات الغدة الدرقية.

وأشار الدكتور شاولي، إلى أن النساء أكثر عرضة للإصابة بالهالات السوداء من الرجال، وذلك بسبب التغيرات الهرمونية الشهرية والحمل، إلى جانب الضغوط الحياتية والسهر المتكرر، مؤكداً أن الجانب الجمالي يلعب دوراً مضاعفاً في جعل المرأة أكثر حساسية وتأثراً بوجود هذه المشكلة.

ولفت إلى أن إصابة الأطفال بالهالات السوداء غالباً ما تكون ناتجة عن عوامل وراثية أو حساسية مزمنة أو اضطرابات النوم، مؤكداً أن هذه الحالة وإن لم تكن خطيرة في معظم الأحيان، إلا أنها تتطلب متابعة دقيقة للتأكد من عدم وجود نقص غذائي أو فقر دم قد يعيق نموهم الطبيعي ويؤثر على نشاطهم البدني والذهني.

وبيّن أن الإفراط في استخدام الأجهزة الإلكترونية ليس سبباً أساسياً لكنه عامل مؤثر في تفاقم المشكلة، إذ يؤدي إلى إجهاد العينين والسهر الطويل، مما يزيد من حدة السواد تحت العينين، وهو ما يظهر بوضوح لدى فئة الشباب والمراهقين.

وأكد الدكتور شاولي، أن مواجهة هذه المشكلة تبدأ بالوقاية، موضحاً أن النوم المنتظم، شرب كميات كافية من الماء، اتباع نظام غذائي صحي متوازن غني بالفيتامينات والمعادن، إلى جانب الاعتدال في استخدام الأجهزة الإلكترونية والابتعاد عن الضغوط النفسية، كلها عوامل تشكل خط الدفاع الأول ضد ظهور الهالات السوداء.

وأضاف أن العناية بالبشرة باستخدام مستحضرات طبية مناسبة تحت إشراف الطبيب تعطي نتائج ملموسة، لافتاً إلى أن طرق العلاج تختلف باختلاف السبب، فقد تكون عبر تحسين نمط الحياة أو معالجة التحسس أو تعويض النقص الغذائي. كما أشار إلى أن التقنيات الطبية والتجميلية الحديثة مثل الليزر، وحقن الفيلر، وجلسات البلازما، توفر حلولاً فعّالة لتحسين مظهر الجلد والتخفيف من حدة السواد.

وختم الدكتور شاولي، مؤكداً أن الهالات السوداء لا تمس الجانب الجمالي فحسب، بل تمتد لتؤثر على الحالة النفسية وثقة الفرد بنفسه، مما يجعل معالجتها ضرورة تتجاوز البعد التجميلي لتشمل جودة الحياة والتواصل الاجتماعي، داعياً إلى التعامل معها بجدية، عبر تشخيص السبب الحقيقي وعلاجه بدلاً من الاكتفاء بمحاولات الإخفاء المؤقت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى