أخبار دولية

السردية الإماراتية في الاستدامة الثقافية

بقلم : سحر الزارعي

أحيانًا لا تُروى الحكايات بالكلمات، بل بما يبقى في القلب بعد أن يُقال كل شيء. في جلسة “السردية الإماراتية في الاستدامة الثقافية” وجدت نفسي أمام حديثٍ يُعيد ترتيب العلاقة بين الإنسان وهويته، بين الفن والمعنى، بين الحكاية والوطن.

قدّمت سمو الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان الجلسة بأسلوبٍ راقٍ وهادئ، بعيدٍ عن التكلّف، يحمل في لغته اتزانًا وفي فكره عمقًا. كان حديثها كمن ينسج المعنى بخيوطٍ من وعيٍ ومسؤولية، فتغدو الثقافة حياةٍ لا مجرّد خطاب.

في رأيي المتواضع، ما طُرح في الجلسة تجاوز فكرة الاستدامة بمعناها التقليدي، ليلامس الهوية بوصفها فعلًا مستمرًا في الزمان والمكان. وأؤمن أن السردية الثقافية جزء لا يتجزأ من الهوية، وأن الحفاظ عليها مسؤولية مشتركة بيننا جميعًا نغذيها بالمعرفة، ونحميها بالصدق، ونمدّها بالحياة عبر ما نبدعه ونقوله ونمارسه.

بعيدًا عن النص، كنت دائمًا أقدّم الفن بلغتي العربية بدافع الشغف والانتماء، لكنني اليوم أيقنت أن ذلك ليس مجرّد اختيارٍ لغوي، بل واجب ثقافي وفني في آنٍ واحد، لربط الإبداع بالسردية الثقافية التي تُشكّل جوهر الهوية.

خصوصًا في الإمارات، حيث تُروى الحكاية بروحٍ أصيلة، وتُكتب بوعيٍ يتجاوز اللحظة إلى المستقبل، فتلتقي الثقافة والفن في مسارٍ واحد يحمل ملامح الوطن وصوته الإنساني.

شكرًا لسمو الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان على هذا الحضور الملهم الذي أعاد تعريف الهدوء كقوة فكرية، ولمنصة دراية وأكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية على خلق مساحة تُعيد للثقافة معناها الأصيل، أن تكون جسرًا بين الجمال والمسؤولية.⁩

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى