السيسي ينتصر على الاخوان للمرة الثانية

كتبت د ليلي الهمامي
أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة لندن
انزعج جماعة الإخوان المسلمين جدا من نتائج قمة شرم الشيخ، كما أزعجتهم المقالات التي أثنت على الدور المصري الرائد في هذه القمة. السيسي ترأس قمة بالتناصف مع الرئيس الامريكي دونالد ترامب، وهذا لعمري حدث عظيم، وكان السيسي زعيما بأتم معنى الزعامة.
في مرحلة ما قبل القمة لجأ الإخوان إلى استغلال قضية غزة لكسب تعاطف الشارع العربي، ولجؤوا إلى محاولة احراج السيسي (قافلة الصمود) وإلى استغلال اليسار لإشعال الشارع (اسطول الصمود) ظاهريا من أجل غزة, وباطنيا معتقدين أنهم بذلك يحققون مكاسب سياسية.
وعلى الرغم من الاموال التي تم ضخها في شراء السفن وتنظيم الرحلة البحرية لم تؤت أكلها ولم تؤدي إلى الربيع العربي ٢ الذي ينشدونه، وانتهت تجارتهم بدماء أهل غزة بالدمار الشامل ولجوء حماس الى السيسي لتمثيلها في المفاوضات ، وباتت مصر بقيادة السيسي، هي المكان الذي يحدد فيه مصير القضية الفلسطينية.
الدور المركزي الذي لعبه السيسي في قمة شرم الشيخ، والذي تمثل في احتضان الحل الذي قبلت به حماس، يعد دليلاً واضحاً على فشل مخططات الإخوان. وساهم الدور المصري في إنقاذ الموقف، وفرض السيسي نفسه كشريك رئيسي في المنطقة وزعيم من الطراز الاول ورئيس دولة جعل منها عاصمة العالم.
اتهام الإخوان للمقالات المثنية على دور مصر بالتذيل للسيسي لا أساس له من الصحة، فأنا أثني على الدور الذي قام به السيسي في إطار مكافحة الإرهاب والعمالة، وليس امتثالاً شخصياً له. أؤيد السيسي في مواقفه الحاسمة ضد الإرهاب، وأرى في ذلك مصلحة وطنية وعربية وضرورة حتمية لأمن واستقرار المنطقة.
د. ليلى الهمامي.