قضية ورأي

شوغيك.. مسيحية من بغداد تزين شجرة الميلاد في الهند وتحن للعراق

تقرير/ ريم عبد الحي



تبدأ شوغيك وعائلتها بالتحضير لعيد الميلاد المجيد في العراق، قبل ايام من موعده في الخامس والعشرين من كانون الاول في كل عام، كون هذه التحضيرات تشعرها بالبهجة في داخلها التي تتشاطرها مع جميع أفراد العائلة، كما تقول.

ويحتفل المسيحيون في العراق والعالم بالميلاد المجيد، كثاني اهم الأعياد المسيحية على الأطلاق بعد “عيد القيامة”، ويمثل تذكار ميلاد يسوع المسيح، وذلك في (٢٥) كانون الأول لدى الكنسية الكاثوليكية، بينما الكنائس الأرثوذكس يقع العيد لديها في (٧) كانون الثاني.

شوغيك بيريج تتحدث عن استعداداتها لهذا العيد وتوضح : ان “تحضيرات المنزل وطبخ المأكولات الخاصة بهذه المناسبة، وترتيب وتزين شجرة الكريسماس وشراء الحلي، لها طعمها الخاص في نفسي، سيما وان الاجواء والطقوس الدينية خلالها تشعرني بالطمأنينة”.

ومن هذه الطقوس، يذهب المسيحيون الى الكنيسة بملابس جديدة، كدليل على الحياة الجديدة، يلقي بعضهم على بعض التحية (المجد لله في العلا وعلى الأرض السلام)، بعدها يقومون بقداس العيد.

وهنا تبين شوغيك : “بعد العودة من الكنيسة تبدأ زيارات الأهل والأصدقاء والتي يجب ان يكون فيها ضيافة من مختلف المأكولات التي تصنع في المنزل، تحضيراً للعيد؛ مثل الكليجة العراقية والعرائس المسيحية وكيك الكرسمس وكيك الدرسين، ومن الاكلات المحبذة أيضا هي السمك والنبيذ الأحمر. والبعض الاخر يذهب عند عودته من الكنيسة لتناول (الباجة) العراقية، خاصة اهل القرى في شمال العراق”.

“اجواء كلها بهجة وسعادة وطمئنينة”، تصفها شوغيك لكنها تستدرك بحسرة : “هذا كان حينما كنت لا ازال في بغداد، قبل الهجرة”.

وتضاءل عدد المسيحين في العراق بعد عام ٢٠٠٣ بنسبة ٨٣%، من حوالي ١.٥ مليون الى ٢٥٠ الف فقط، وفقاً لإحصائيات غير رسمية، خاصة بعد هجوم تنظيم داعش عام ٢٠١٤ والذي ادى الى نزوح اكثر من ١٢٥ الف مسيحي من شمال العراق وتحديداً من منطقة سهل نينوى قرب الموصل.

وتضيف شوغيك : “بعد هجرتي الى الهند ومن ثم زواجي وابتعادي عن الأهل، بسبب الظروف، أصبح العيد باهت الون، لا يوجد شعور بالفرح. أصبح غير العيد الذي أعرفه، من لمة الأهل وجمعة الاصدقاء من مختلف الديانات، وطيبة الناس”، مشيرة ويملؤها الحنين الى ان “بغداد كانت بغدادنا التي تربينا فيها على العادات والتقاليد والاخلاق والقيم الجميلة”.

لكن مع ذلك لا تزال شوغيك تمارس هذه الطقوس والاستعدادات الخاصة باعياد الميلاد، لانها ترغب بان “يتعلم طفلي هذه الطقوس ويؤمن بها”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى