مقالات

الفساد الإعلامي المنظم

بقلم – خالد جعفر

لم يعد قرار استقالة وزير الإعلام أو إقالته أمرا مثيرا للدهشة أو الغرابة ، وإن كان هذا القرار قد تأخر كثيرا .. المتابع بدقة لما يجري في الوسط الإعلامي يدرك أن رأس المال المسيطر هو الذي يملك زمام الأمور وماذا يقال ، وأصبح يوجه بوصلة الإعلام في مصر سواء كان رأس المال شريفا أو غير شريف ، أو كان مدعوما من جهات خارجية أو داخلية كل هدفها تشويه الحالة المصرية في مختلف المجالات وإظهار الصورة المشوهة في صدر الكاميرا وتصديرها عبر الإعلام لكل الدنيا ..

في الحقيقة لم أجد إعلاما يتباهى بكشف المستور في الحياة الخاصة المصرية كما يفعلها الإعلام الحالي .وإذا أخذنا نموذجا من سياسة الإعلام الذي أفسد علينا حياتنا مثل الإعلام الرياضي ، نجد أنه بعد كل البعد عن القيم والأخلاق الرياضية ونحوا جانب القيم التي يجب أن تكون عاملا مكملا للشباب في أصول الأخلاق والتربية السليمة والمبادئ وخلق جيل جديد يتمسك بقيمه وهويته ، وكأنها حالة ممنهجة و مقصودة ،

وتسابق الإعلام الرياضي إلي الخوض في الأعراض والسب والشتم وتجاوز الأمر إلي نشر الفضائح ، وفشلت وزارة الإعلام في السيطرة على هذا الفساد المدعوم من بعض من هم ليسوا من أبناء الوطن أو ممن لايهمهم أمر الوطن وبرأس مال أسال لعاب ممن سموا أنفسهم إعلاميين ، وكل ما زادت الفضائح زاد العطاء ، ولمعت الثياب وغلا ثمن الكرفاتات ، وظهرت الماسكات ، ومن لم يجد له سبيلا في الظهور على قناة تليفزيونية فإن فرصته لم تضع فإنه يبحث عن رجل أعمال لتمويل قناة على اليوتيوب . وارغي ياعم بقى وقول واعمل لايكات وفعل الجرس وشير براحتك .وتصل البجاحة الإعلامية أن كل واحد أصبح له مصادر عن خصوصيات اللاعبين و الجلسات السرية لمجالس إدارات الأندية وتسريب الأخبار دون دليل .

قس على ذلك ما يقوم به بعض الإعلاميين حول خصوصيات بعض الفنانين ، وفلان طلق وفلانة اتجوزت ، وفلان عليه قضية ، وأصبحنا نعيش حملة تسابق يقودها البعض ضد فنان مخبول أو مغرور مما يزيده شهرة ويساعده في التمادي والكبر والغرور ، كما فعل عمرو أديب في تهديده العلني على الهواء لنمبر وان كما لقبه الإعلاميون ، وكأن الإعلام أصبح لقيطا كبر وانفلت أمره ولم يعد له من يحدد سياسته أو يوجه ميكروفونه ، وأصبح الإعلام يدار بتوجهات شخصية ومكاسب مادية واعتمد على سياسة ، يارايح كتر من الفضايح .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى