اللاعب الروسي جاء لتحقيق النصر على الارهاب…ولا شيء غير النصر

طاهر الموسوي/كاتب وإعلامي

يحدثنا التاريخ القريب عن فشل معظم الحروب التي قامت بها الولايات المتحدة الامريكية خصوصا فشلها الذريع في العراق بعد قيادتها للتحالف الدولي لاسقاط نظام صدام عام 2003 وما اعقب هذا الاحتلال من تداعيات كادت ان تؤدي الى حرب طائفية لولا تدخل المرجعية العليا في النجف الاشرف عام 2006 بعد تفجير مرقدي الامامين العسكريين عليهما السلام من قبل التكفيريين ،وايضا فشلها في تنفيذ جميع الاتفاقات التي سبق وان تم الاتفاق عليها بين الحكومة العراقية والامريكية على تسليح العراق برغم من ان العراق سدد جميع فواتيرها !! .
وتكرر الفشل الامريكي في العراق بعد ان قام تنظيم داعش الارهابي باحتلال اجزاء كبيرة من الاراضي العراقية تحت نظر ومراقبة الاقمار الصناعية الامريكية، وايضا تباطئه في تجهيز العراق بالسلاح فضلا عن فشله بالقضاء على داعش في العراق وسورية برغم من مرور اكثر من سنة على تشكيل تحالف دولي ضم 60 دولة.
هذا جزء بسيط من الحقيقة التي قد لا تخفى على اكثر المتابعين ،واليوم وبعد ان دخل اللاعب الروسي الذي يمتلك (الارادة الحقيقية) للقضاء على التنظيمات الارهابية في سورية والعراق، وهو الذي قد منع سقوط النظام السوري برغم من الدعم الكبير الذي تتلقاه المجاميع الارهابية التي تقاتل على الاراضي السورية من تركيا والسعودية وقطر والاردن وحتى إسرائيل والدول الغربية وامريكا،واستطاب الالاف من المرتزقة من اكثر من 100 دولة للحرب في سوريا لكن الدعم الروسي للنظام السوري اسهم وبشكل كبير في البقاء عليه حتى اليوم.
من هنا نشاهد ما تحقق من متغيرات كبيرة على الساحة السورية واخذ الجيش السورية زمام المبادرة من جديد والتقدم على الارض وتحرير عدد من البلدات ومقتل المئات من الارهابيين بعد ايام قليلة من التدخل الروسي عبر القصف الجوي والصاروخي الموجه بشكل دقيق الى المجاميع الارهابية المنتشره على الخارطة السورية ، وما تحقق من عمليات نوعية ضد مقرات ومعسكرات ومخازن السلاح والعتاد لتنظيم داعش خلال الايام الثلاثة الاولى لشن سلاح الطيران الروسي عجز عن تحقيقها التحالف الذي تقوده امريكا خلال اكثر من سنة ما يعني ان الارادة التي تمتلكها القيادة الروسية كفيلة بتحقيق النصر السريع على الارهاب وهزيمتة .
من هنا بات لازاما ان يكون للحكومة العراق خطوة بتجاه الجانب الروسي من اجل التدخل والطلب بشكل رسمي منه بتنفيذ ضربات جوية وصاروخية موجه للتنظيم داعش المتواجد على الاراضي العراقية وباسرع وقت ممكن، خصوصا وان هناك مطالب جماهيرية بهذا التدخل الروسي، والامر الاخر والمهم جدا .. ان الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) يمتلك شخصية (الرجل المنتصر)الذي يريد العودة القوية الى الساحة الدولية بعد ان انفردت بها الولايات المتحدة في السنوات التي اعقبت تفكك الاتحاد السوفيتي في ثمانينيات القرن الماضي ،وليس كنظيره الامريكي (باراك اوباما) الذي اثبت فشله في جميع المواجهات العسكرية التي قادتها بلاده منذ توليه للسلطة قبل اكثر من 6 سنوات، وهذا سوف يكون له اثر كبير في نجاح الجانب الروسي في مساعدة العراق بالتخلص من هذه المجاميع الاجرامية بوقت قصير جدا وليس كما تدعي الولايات المتحدة وحلفائها أن القضاء على داعش تحتاج الى سنوات ،وعدم الاستماع للاصوات النشاز التي تصاعدت من بعض اعداء العملية السياسية والبعثيين المحذرة من ان التدخل الروسي سيكون خرق لسيادة العراق ولم يعتبروا ان تدخل التحالف الذي يضم (60 دولة) يمس بهذه السيادة برغم من فشله في القضاء على داعش حتى اليوم؟.