سوق واقتصاد

الوفرة والندرة بين مصر والسودان : نحو شراكة استراتيجية تعيد تشكيل الواقع الاقتصادي

علاء حمدي

قال المهندس منجد ابراهيم يوسف مدير قطاع تطوير الاعمال والشراكات بالشركة المصرية السودانية للتنمية والاستثمارات المتعددة، إن التحالف المصري السوداني في مجال التصنيع الزراعي والغذائي ليس خيارًا، بل هو ضرورة ملحه تفرضها المصالح المشتركة والتحديات الإقليمية. وبالتكامل الصادق والإرادة السياسية، يمكن للبلدين أن يتحولا إلى مركز إقليمي لإنتاج الغذاء وتحقيق الأمن الغذائي العربي،

مضيفا أن الشراكة الاستراتيجية بين مصر والسودان تمثل ضرورة حيوية تفرضها حقائق الجغرافيا وتكامل الموارد، فالسودان يملك وفرة في الأراضي الزراعية والمياه والمعادن والثروة الحيوانية، بينما تمتلك مصر خبرات صناعية وبنية تحتية متقدمة وقوة بشرية مدربة. هذا التكامل الطبيعي بين الوفرة والندرة يشكل أساسًا لبناء اقتصاد إقليمي قوي يخدم مصالح الشعبين.

وقال إن تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات الزراعة، الصناعة، الطاقة، والبنية التحتية، لا يسهم فقط في تحقيق التنمية المستدامة، بل يرسخ الاستقرار ويعزز المكانة الاستراتيجية للبلدين في المنطقة.

وأشار الى انه قام باعداد دراسة توضح مناطق القوة والضعف في اقتصاد و موارد في الدولتين ( قياسا على تحليل swot analysis ) للشركات والمؤسسات

أولا : تحليل الوفره في مصر والندره في السودان

1- تحليل الوفره في – مصر

1. قوه الصناعات الغذائية في مصر (بفائض تصدير 6,8 حوالى 7 مليار دولار/ سنه)

2. صادرات مصر من الحاصلات الزراعيه بقيمه خمسه مليار دولار سنويا من انتاج عشره مليون فدان فقط بمتوسط عائد سنوي من الصادرات خمسمائه دولار / الفدان ( اثنى عشر ضعف السودان تقريبا ) مما يعكس قوه انتاجيه الفدان في مصر والناتج عن استخدام بذور محسنه وتكنولوجيا حديثه في الزراعه والرى واستخدام اسمده ( وتوافرها في مصر ) بالاضافه الى براعه المزارع المصرى نفسه

3. اجمالى صادرات الصناعات الغذائيه والمحاصيل حوالى اثنى عشر مليار دولار / سنه

4. صناعة الدواء متطوره في مصر (بفائض تصدير أكثر من مليار دولار / سنه ) وقابله للزياده

5. قدره عاليه في انتاجيه الفدان ( من 2.5 الى 3 طن ) في الحبوب وعائد تصدير يصل الى ثلاثه ألاف دولار / فدان ( في بعض المحاصيل ) وبمتوسط عائد تصديرى (من خمسمائه الى ستمائه ) دولار / سنه

6. توافر معظم المدخلات الصناعية تقريبا وسهوله للوصول الى مناشئها

7. توافر معظم المواد خام ( محليه أو مستورده ) وسهوله الوصول الى مناشئها

8. توافر الخدمات اللوجستيه ( 18 ميناء بحرى ) تستوعب 40 مليون حاويه مكافئه سنويا تمثل حوالى 400 مليون طن من البضائع بالاضافه الى شبكه عملاقه من الطرق والموانى والمطارات هي الأفضل في أفريقيا

9. نافذه كبرى على الصادرات الى الخليج وأوروبا وأمريكا في الصادرات ( اكثر من 50 مليار $ سنويا )

10. توافر الكهرباء بحجم توليد طاقه تجاوز 70 الف ميجا وات وبها فائض 25 %

11. توافر الخبرات وجهات البحث العلمي

12. سهوله الحصول على القروض والاستثمارات في مجال الزراعه والغذاء والبنيه التحتيه بسبب قطاع قوى من البنوك .

2- تحليل الندره في – السودان

1. عجز في الصناعات الغذائية (بحجم استيراد 1,7 مليار دولار سنويا)

2. ضعف في الصادرات من الحاصلات الزراعيه اقل من 2 مليار دولار من عائد زراعه 50 مليون فدان بمتوسط 40 دولار / الفدان وهو متوسط متدنى جدا يعبر عن سوء استغلال للموارد الضخمه المتاحه في السودان

3. عجز كبير في صناعه الدواء ( بحجم استيراد يصل الى 600 مليون دولار سنويا)

4. استيراد 2 مليون طن من القمح رغم المساحات الشاسعه في السودان

5. عدم توفر مدخلات الصناعة وصعوبه في الوصول للأسواق العالميه لها بسبب ضعف الموانى

6. استيراد المحروقات بقيمه 2.5 مليار دولار سنويا (تقريبا كلها أو معظمها من عائد صادر الذهب )

7. ضعف في البنيه التحتيه و الخدمات تحتاج تطوير ( طرق- مواني – مطارات – كهرباء – صرف صحى ) البنيه التحتيه تحتاج الى اعاده تأهيل شامل لها

8. توافر الخبرات من الكوادر السودانيه لكن يوجد ضعف في التكنولوجيا الحديثة المستخدمه في الزراعة والبحث العلمي

9. ندره واضحه في توليد الكهرباء بحجم توليد 5 ألف ميجا وات فقط وهو رقم صغير جدا لدوله مثل السودان

10. انتاجيه فدان منخفضه جدا ( تصل الى ربع طن في الحبوب بسبب عجز الاسمده والرى المطرى ونقص تكنولوجيا الزراعه الحديثه تساوى تقريبا 10 % من انتاجيه الفدان في مصر

11. صعوبه في الحصول على القروض والتمويلات الضخمه للزراعه والإنتاج الحيوانى بسبب تراجع التصنيف الائتمانى في السودان

ثانيا : تحليل الوفره في السودان والندره في مصر

1- موارد الوفره في – السودان

1. الأراضي الزراعية تمثل 40 % من مساحه السودان بمساحه تصل الى 180 مليون فدان ( 18 ضعف المساحه الصالحه للزراعه في مصر ) لكن للأسف المزروع منها حاليا لايتجاوز 25 % بمساحه تصل الى 50 مليون فدان ( المروى منها 5% والمطرى 95% دون استغلال جيد ( الانتاجيه اقل من ربع انتاجيه الفدان في مصر ) – بالمقارنه مع انتاجيه الفدان في مصر نجد انه من المفترض ان يكون عائد تصدير زراعه ال 50 مليون فدان فقط حسب المتوسط المصرى من 25 مليار الى 30 مليار دولار ( اى تقريبا عشره أضعاف صادرات السودانيه الحاليه بما فيها صادرات الذهب ) مما يعنى أن هناك مورد ضخم جدااااا غير مستغل في السودان هو الذهب الأسود ( الواطه ) التي هي مورد لن ينضب ابدا في يوم من الأيام خصوصا ان المياه متوفره له .

2.توفرالمياه بكثره في السودان فنجد أن المياه النيليه هي 18.5 مليار متر مكعب مياه وروافد نهر النيل أكثر من 6 مليار متر مكعب مياه بالاضافه الى الأمطار وهى أكثر من 400 مليار متر مكعب في السنه والمياه الجوفيه في حوض النوبه الجوفى والذى يتجاوز مخزونه 40 ألف مليار متر مكعب من المياه وهو الحوض الجوفى الأكبر في العالم كله لتصبح الموارد المائيه في السودان من أكبر ثرواتها على الاطلاق ( والغير مستغله )

3.توفر المعادن ( مثل الذهب ) والمعادن الأخرى مثل واليورانيوم والنحاس والحديد والمنجنيز والكروم بمخزون كبير لم يستغل حتى الأن

4. تكلفه انتاج الاعلاف رخيصه خصوصا الاعلاف الطبيعيه ( البرسيم والامباز ) بسبب الأمطار مما يجعل هناك غزاره في الإنتاج الحيوانى – انتاج وتصدير ( 4.5 مليون راس سنويا من الابل والضان والابقار )

5.توفر الثروة الحيوانية قرابه 110 مليون راس ( ابل وضان وأبقار ) مايتم تصديره منها من 3.5 الى 4.5 مليون راس سنويا ( كل الابل تصدير لمصر تقريبا و75 % من الابقار لمصر والضان للخليج والسعوديه للاضاحى )

6.اقتصاد مرن ومتنوع ويعتمد أكثر على القطاع الخاص مما يعطيه مرونه عن الاقتصاديات الحكوميه

7 . حجم انتاج ذهب سنوي يتجاوز 100 طن سنوي ( قيمتها حاليا اكثر من 10 مليار $ )

2- موارد الندره في – مصر

1. قله الاراضى الصالحه للزراعه ( 5 % من مساحه مصر ) بكميه 10مليون فدان يمكن ان تصل الى 13 مليون فدان على الأكثر وارتفاع تكلفه استصلاح الفدان الى مايتجاوز 6000 دولار للفدان الواحد ( استصلاح مليون فدان تكلف الدوله 6 مليار دولار )

2. قله المياه ( ندره في الأمطار ومحدوديه في حصه مياه النيل ) – عجز مائى واضح في المياه مما يفرض محدوديه في المحاصيل والأراضى المزروعه

3. .فجوه غذائيه في اللحوم الحمراء بقيمه تصل الى 2 مليار دولار سنوي علما بأن مصر تستورد من 50 % الى 60 % من استهلاكها من اللحوم الحمراء سنويا

4. فجوه غذائيه في المحاصيل تقدر ب 22 مليون طن بقيمه 8 مليار دولار سنوي من الحبوب الرئيسيه ( القمح – الذره – فول الصويا ) وكلها يمكن زراعتها في السودان وتحقيق عائد كبير للبلدين

5. فجوه غذائيه في الأسماك بقيمه 700 مليون دولار سنوي استيراد

6. فجوه غذائيه في زيوت الطعام 2.1 مليون طن سنوي بقيمه واردات 2.5 مليار دولار سنويا علما بأن مصر تستورد أكثر من 95 % من استهلاكها من الزيوت

7. فاتوره استيراديه شامله في السلع الغذاء تصل قيمتها الى 20 مليار دولار سنويا لاتساهم السودان فيها الا بقيمه ضئيله حتى الأن وهى حوالى 200 مليون دولار بمتوسط نسبه 1 % علما بأن السوق المصرى يعتبر فرصه كبيره جدا للسودان في اللحوم والمحاصيل والحبوب الزيتيه ( غير مستغله )

8. ارتفاع تكلفه انتاج الاعلاف بسبب ندره المياه والأرض مما يجعل مصر في فجوه دائمه في الإنتاج الحوانى تصل الى 50 % من الطلب بحجم 2 مليار دولار سنويا

مما سبق نجد أن :

1- هناك فرص كبيره جدا لنجاح تحالف استراتيجى كبير أو تكامل في المجال الزراعى والإنتاج حيوانى والتعدينى والاستفاده من الموارد الكبيره المتاحه والغير مستغله في السودان ( لمصلحه البلدين )

2- هناك فرص كبيره جدا في مصر في البنيه التحتيه ( كلها ) للاستفاده منها في الصادرات السودانيه في النفاذ الى الأسواق العالميه عبر تجاره الترانزيت

3- هناك فرص نجاح ضخمه لتحالفات في مجال التصنيع الغذائي والدوائى ( في مصر ) لصالح السودان أو أقامه مشروعات ثنائيه في السودان بعد تحسن البنيه التحتيه والطاقه في السودان

4- التحالف المصرى السودانى تحالف كبير جدااا وضخم ومؤشرات النجاح كلها متوفره له اذا ماتوافرت له رؤس الأموال للاستثمار خصوصا لسد الفجوه الغذائيه في العالم العربى والتي تقدر بقيمه أربعون مليار دولار سنويا ( وماشيه في زياده ) يعتبر السودان هو الملجأ لسد تلك الفجوه الغذائيه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى