تراجع كورونا ينهي التعليم الالكتروني ويعيد مشاكل الابنية

هادي الفتلاوي
بعد نحو عامين من اعتماد العراق على التعليم عن بعد من خلال الوسائل الالكترونية، تعود المدارس لتفتح ابوابها امام طلبتها معلنة انتهاء فترة ذاك التعليم الذي ادى لنتائج سلبية كما هي الايجابية والذي اتبعه العراق نتيجة تفشي جائحة كورونا كأجراء لمنع انتشار الاصابات بشكل اكثر.
ومع انطلاق العام الدراسي الجديد في يوم الاربعاء (12 تشرين الاول 2022)، توجه أكثر من 13 مليون تلميذ وطالب إلى مقاعدهم الدراسية في عموم العراق، باستثناء اقليم كردستان الذي باشر به الطلبة عامهم الدراسي منتصف ايلول الماضي، لكن هذه العودة اعادت مشاكل البنى التحتية في المدارس.
يرى الصحافي حاتم فهد، ان “انتشار فيروس كورونا جعل الكثير من الطلبة يتلقون التعليم من داخل منازلهم يعني عدم الذهاب الى المدارس والمعاناة من قلة المقاعد او الزخم العددي في الصف الواحد بالاضافة الى مشاكل نقص الكتب المدرسية”.
ويضيف فهد ان “التعليم الالكتروني اثر بشكل سلبي على الطلبة على الرغم من انه قد اسهم بالحفاظ على حياتهم نوعا ما خاصة التلاميذ الصغار”، مبينا ان “من سلبيات التعليم الالكتروني هو عدم ايصال المعلومات والمنهاج الدراسي بشكل مناسب للطلبة بسبب عدم السيطرة على حضور الطلبة للمحاضرات الالكترونية او سوء اتصال شبكة الانترنت”.
واشار الى ان “العودة الى التعليم المدرسي يفتح من جديد مشاكل البنى التحتية والنقص في الابنية المدرسية ومعاناة الطلبة في الحصول على تعليم بشكل سلس وسهل”.
هذا وأكدت تربية النجف الأشرف، يوم الاربعاء (19 تشرين الاول 2022)، حاجتها إلى أكثر من 2000 تدريسي في مختلف الاختصاصات العلمية، وفيما حددت موعد استلامها 32 مدرسة، أكدت بالوقت ذاته حاجة المحافظة إلى 400 مدرسة لسد النقص، مشيرة إلى مبادرة العتبة العلوية المقدسة بالتبرع لطباعة جزء من الكتب المدرسية للمرحلة الابتدائية.
وقال مسوؤل اعلام تربية النجف وسام الروازق إن “تربية النجف الاشرف بحاجة الى 400 مدرسة لفك الدوام المزدوج”، مبيناً أن “المحافظة ستستلم 32 بناية مدرسية، منها 24 بناية في الفصل الاول و8 بنايات في الفصل الثاني، ضمن موازنة تنمية الاقاليم لعام 2021”.
وأشار إلى، أن “هنالك مشروعاً لبناء 40 مدرسة ضمن الاتفاقية العراقية الصينية”.
ويتوقع ناشطون ان لا تتمكن الحكومة الجديدة من انهاء ملف الابنية المدرسية ونقصها وما يتعلق بها بسبب تراكم هذا الملف منذ سنوات دون حلول مما يجعل الطلبة مهددون بفقدان مقاعدهم الدراسية في المستقبل.
وبالتزامن مع عودة الدوام الرسمي، اعلنت وزارة الصحة عن اجراءاتها في المدارس لمواجهة الاوبئة والامراض خاصة كورونا والكوليرا.
وتقول الوزارة انها لديها “تشكيل ثابت ضمن دائرة الصحة العامة يطلق عليه الصحة المدرسية ويوجد منسق صحي في كل مدرسة سواء كانت ابتدائية أو متوسطة أو اعدادية وحتى في الجامعات والمعاهد”، لافتاً إلى أن “مهام الصحة المدرسية مستمرة ولاتنتهي بانتهاء كورونا أو الكوليرا فعملهم مختص بمتابعة الصحة المدرسية للأمراض الانتقالية وغير الانتقالية وإجراء الفحوصات الدورية للتلاميذ والطلبة”.
وتوضح، أن “مرض الكوليرا يختلف عن فيروس كورونا، فهو لا ينتقل من خلال التزاحم، بل ينتقل من خلال الطعام والشراب الملوث، والوقاية منه تكون عبر الاهتمام بالنظافة الشخصية وغسل اليدين جيداً قبل وبعد تناول الطعام وبعد الدخول للحمام”.
وتسبب فيروس كورونا بحصد ارواح الالاف من العراقيين كما ادى الى ظهور ازمة اقتصادية كبيرة في البلاد نتج عنها تفاقم اعداد العاطلين عن العمل وارتفاع مستوى خط الفقر لتضاف الى مشاكل العراق الاخرى والتي يعاني منها منذ سنوات في الجانب الخدمي والاقتصادي.
تم نشر هذا التقرير بدعم من JDH / JHR – صحفيون من أجل حقوق الإنسان والشؤون العالمية في كندا.