باردةٌ يدُ الموتِ

سامية خليفة/لبنان
يدُ الموتِ كمْ هي باردةٌ!
تلفُّ عينيَّ بِعُصابةٍ سوداءَ
وكوجْهِ مدائنِنا تصفرُّ الرؤيةُ
موتٌ تتكاثرُ وجوهُهُ
تكتسِحُ الآفاقَ.
أنظرُ إلى السَّماءِ
الموتُ باقتناصٍ يفاجئُ أسرابَ الطُّيورِ
واللعنةُ الجوفاءُ تصيبُ الطُّفولةَ
بشظايا حروبٍ معربدةٍ
بلسعةِ مجاعةٍ
بوطأةِ زمنٍ أرعنَ.
أنظرُ إلى الأرضِ
أسمعُ قلوبا عصماءَ
بنشيج الكبرياء
تكبتُ الآلام
ألمحُ صُّفوفًا في مواكبَ
أكفٌّ تحملُ النّعوشَ
تراقصُها حينًا وحينا لها تهدهدُ
يخالطُ غناءَها النَّحيبُ
صفوفٌ لا تدري إنْ كانت تُغنّي أمْ ترثي!!!
ألمحُ وجه شابّ يبتسمُ
في مأتمه كُفّنَ بملابسِ عريسٍ.
في مدائِننا لا فرقَ بين النّورِ والظلامِ
في مدائننا الكئيبةِ
يدُ الحبِّ أمْستْ كما الموتُ… باردةً
تطفئُ الأحلامَ!!
جِلْدُ الحبِّ يرشحُ بالنَّدى
هو دمْعٌ ولكنْ بمنفذٍ آخرَ
للمساماتِ عيونٌ تُغرقُ الأجسادَ
لا في الدَّمعِ نهايةٌ لكفاحٍ
لا في الجراحِ معابرُ لمهربٍ
أترانا ننتظر معجزة؟
أم فينيق يقبِل عليْنا؟
يا وطن النجوم
هل ضاق رحاب سمائك
هل تقلص وسع صدرك
حتى اغترب عنكَ أبناؤك؟