جائزة نوبل للسلام

بقلم : د شيرين العدوي
تابع العالم كله عن كثب خطة ترامب للسلام و إعمار غزة والتى كانت لاعبا أساسيا فيها مصر ومعها أكثر من عشرين دولة عربية وأجنية؛ ولا أخال إلا أن خطوات الرئيس السيسى الدبلوماسية الواسعة النطاق كانت السبب المباشر فى هذه الوساطة. فعلى مدى سنوات يتحرك على أرض العمل الجيوسياسى والدبلوماسى بخطى قوية،وواثقة (واثق الخطوة يمشى ملكا) وعلى مدى سنوات عدة . ورغم المضايقات الاقتصادية التى أثقلت كاهل المصريين فإن الشعب المصرى العظيم أثبت قوته الداخلية ووعيه الثابت فى جيناته الوراثية، وفشلت حروب الجيل الرابع فشلا ذريعا فى زعزعة الأمن والاستقرار، بفضل الجيش المصرى الذى حافظ على مصر وشعبها؛ وكذلك كفاءة إعلام السوشيال ميديا.
لقد دان العالم كله للرئيس السيسى بعمله الجاد ولا أدل على ذلك من القمة المصرية الأوروبية التى انعقدت بمقر المجلس الأوروبى فى العاصمة البلجيكية ببروكسل وهى القمة الأولى من نوعها التى يعقدها الاتحاد الأوروبى مع شريك من دول جنوب المتوسط أو الشرق الأوسط، وهى جاءت فى توقيت بالغ الأهمية إقليميا و دوليا. وقوبل فيها الرئيس السيسى بترحاب شديد.
على الجانب الآخر سيقف التاريخ طويلا أمام شخصية الرئيس «ترامب» الذى بدا مرتاحا لأول مرة لسياساته الخارجية؛ ظهر هذا فى خطابه فى الكنيست الإسرائيلى وتقديره «لمريام أديلسون» التى دعمته بـ 100 مليون دولار فى حملته الانتخابية الثانية عام 2024، لتكون ثالث أكبر داعم، له فضلا عن دعمها فى حملته الأولى، وهى مهندسة الاستيلاء على مرتفعات الجولان، والإقرار بالقدس عاصمة لإسرائيل. وكذلك بتوجيهه الخطاب لنيتانياهو ونعته بـ »baby« واعترافه الكامل بدعمه له بالأسلحة المتطورة لحرب غزة، وتدمير شعب أعزل. أسر بأكملها دفنت تحت الأنقاض، ورغم ذلك طلب له العفو من الرئيس الإسرائيلى تحت عاصفة من التصفيق الحاد من الكنيست، حتى بدت ملامح نيتانياهو غير مصدقة ناظرا للرئيس ترامب نظرة امتنان رصدتها الكاميرات.
وأتساءل ألا يقتضى هذا السلام، إقامة دولة فلسطينية مستقلة دون أى تدخل سيادى أمريكى، والسماح بإقامة جيش فلسطينى قوى معترف به دوليا تدعمه أمريكا بنفس كفاءة الجيش الإسرائيلي؟!؛ حتى نقضى على الفصائل المتناحرة للدفاع عن فلسطين ،وتصبح فلسطين دولة بحق ذات سيادة سياسية وعسكرية.
إن مقارنة المواقف تجعلنا ننادى بجائزة نوبل للسلام لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى العام القادم، وكذلك الرئيس ترامب إذا وافق على حل الدولتين وإقامة دولة فلسطين، فخطوته الأولى خطوة مقدرة، ولكننا نرجو السلام العادل.
على الجانب الآخر بات موقف الرئيس السيسى واضحا وعادلا بالدعوة إلى إقامة دولتين وسيادة فلسطين وعاصمتها القدس، كما أنه لم يطلق رصاصة واحدة فى المنطقة رغم المضايقات السيواقتصادية من مثل قضية السد الإثيوبى وغيرها. ثم إنه فتح مصر لكل أبناء الشعوب العربية المنكوبة، وعاملهم معاملة الشعب المصرى، ولم ينحن للتهجير الفلسطينى وتصفية القضية. ولما جنحوا للسلم جنح معهم محافظا على الشعبين المصرى والفلسطينى. إن من يتعامل بهذه الحكمة دون مصلحة كل هذه السنوات هو من يستحق جائزة نوبل للسلام بحق.
المصدر : مؤسسة الأهرام المصرية



