حديقتي

من روائع/ سناء الحيدري
نسيم العطر الذي اجج توهج انفاسي ليحرق الكلمات التي بداخلي من حديقة اثارت ضجة شوق حيرتني.. اشعلت غيرة كدوامة تحرقني..
انا الدوقة يردد بين الحين والاخر بعد ما استغنى عن مناداتي بالجنة المفقودة.. افكر انني لا استطيع ان اراه مجددا بمسافات بعيدة وكلمات قريبة.. اسيرة انا بين انفاس كلماته.. لم يمتطي حلم شوق منذ زمن بعيد .. لكن وجد ضالته بين احضان انوثتي في كل مرة يسكتني بجراته الهادئة التي لا اقوى بها على الرد تتناثر الكلمات بين شفتاي .. لا اشعر بشيء .. سوى ارتعاشه .. تهزني بأضلعي من هذا الساحر الذي لا اقوى على الكلام امامه..
لماذا لا تحدثني .. صامت امام نظراتي يأسرك صمت .. تلوذ بالفرار للاختباء مني .. يا لرجولتك التي تؤثر بي.. لا تقوى على تجريحي واخباري .. فكيف لا اضيف لك ياء التملك لتكون حديقتي ولأكون انا وردتك..
لا اريد اكثر من هذا الامان الابدي ان ترويني .. ثملت دون ان احكي انك كنت في احلامي قبل ان تراني .. فلم احدقْ حينها معك في حوار اصابني هاجس من ان تعلم انك لست حقي وتعرف همس نبضاتي ..
عندما بدأت اعود للكتابة التي نسيت بها ان الامس خربشات قلمي.
– سألني: اود ان اعرف ما كتبت ملاكي الدوقة دعيني اقرأ ..
– لم يبرح ولهة ويدهشني بكلمات كتبها عني: الدوقة ..من انت ايتها الانسانة وكيف لك ان تتجرأي على اجتياح كياني.. لا اعلم ام في حلم انا ام في حقيقة .. ايتها الزمن القاسي كيف لي ان افسر لك ما اشعر به الان لأنك قاسي واعلم انك لن تهتم.. لكن قل لي كيف انتهى بك المطاف لتاتي بتلك الحورية والفاتنة من كوكب وعالم اخر لتسكنها في عالمي.. آه كم انت عنيد.. وقاسي ايها الزمن.. الا تعلم انني ومنذ الوهلة الاولى لسماع صوت تلك الاميرة بدأ وكل شيء انه خيال.. حلم .. تعارف منذ زمن.. صوتها العذب امتلك كياني وهز مشاعري .. من انتِ؟ قل لي ايها الزمن من هي لطفا؟ اتعلم انها انسانة فريدة بنوعها.. جذابة برقتها.. ساحرة بجمالها.. عذبة بصوتها.. طيبة بقلبها..
لا اعلم كيف تذهب مني الكلمات عندما امعن النظر الى صورتها .. كيف لي وصفها .. كيف اتخيل صوتها.. آه .. لو تعلم ايها الزمن كم اشتقت لها وكم اتمنى ان اكون معها ولو للحظة واحدة.. لأشم عطرها السرمدي.. ولأذوب بين يديها مثل الطفل يشتاق الحنين.. ولأجعل انفاسي تعانق انفاسها.. ولأربي على يديها .. ولأمرر اصابع يدي بين حرير شعرها.. ولكن اعلم انك قاسي ولن تسمح لنا بذلك لأنك تغار من الدوقة ..
-استفزني بالحنين والشوق اليه بكلماته الوردية .. لم يفارق كلماته الغزل بيدي الناعمتين.. احاوره بسيدي الامير اي ناحية هو قصرك.. قلبك هو قصري..
لا احبذ ان تراني.. لأنك لن ترى غير الشموع التي تضئ سوى ساعات بانين بكاء مستمر لعله يحزنك السماع ولا اقوى على احزان اميري .. ولتذوب في حضرة لقاءنا .. ولأمسح دموعك بكلتا يدي .. حارقة تلك دموع شموعي .. ولا اقوى على ملامسة يديك..
-لا عليكِ دعيها تحرقني .. بل دعيني انا اُلامس يديك .. ولتحترق معاً..- تسرق افكاري دون ان ادري .. بكلمات صامتة تقول كل شيء بقربي..
– كذلك انتِ لكن صداها موجع فبلطفك فقط امتلكتي كل جوارحي ..
– بعصاك فقط تستطيع تقليب جمرات المدفئة لكني مؤمنة لا تنطفئ تلك الجمرات لو استمريت بالتقليب..
– كلا لن تنطفئ ..لأنكِ انتِ..
– اتوسل اليك متضرعة ان لا تأذيني بسحرك..
-كيف لي ان اؤذيك وانتِ اكسير حياتي..
-لا اقوى على اخذ انفاسي امام اميري..
-انا كذلك اسير امام اميرتي اخاف ان اقترب منها اكثر ..
– تصيبني بالجنون..
– كما تفعلين انتِ..
-اشعر بالذنب لعلي اؤذيك..
– كلنا مذنبين نحن البشر انفاسك حزينة ومشاعرك جياشة..
– ما القرب الذي تتصاعد نيرانه باللحظات ..
-شفتيك هما مصدر الالهام.. نيراك اجتاحت كل شيء ..
– قلبك يكتم اسراره عني..
-لأنه مفتاح استمراري.. وكتاب اسراري..
-وجدتُ ضالتي بكتابك.. انه اكسيري..
– مبارك لك هذا الاكسير..
– انا وردة حديقتك اميري.. عطري.. ظلي .. يا وسادتي..
– اشتقت لكِ.. طيفي .. ايتها الحورية.. يا ملاكي..
– ارجوك اريدك ان تعرف اني لم احلم غير ان اضيف ياء لمملكتي لتكون ملكي .. لربما نسيت انك صاحب القصر وانا الدوقة التي تذوب قبالة مشاعرك وانحني لرجولتك يا اميري..
 
				 
					 
					


