أخبار دولية

د. عصام نصر يشارك في المنتدى الثاني للأسرة العربية ويطرح رؤية نقدية لدور الإعلام في بناء الصورة الذهنية للأسرة

علاء حمدي

شارك الدكتور عصام نصر، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة والعميد الأسبق لكلية الاتصال بجامعة الشارقة، في أعمال المنتدى الثاني للأسرة العربية الذي نظّمه مجلس الأسرة العربية للتنمية – أحد مجالس الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئية – ضمن المؤتمر الخامس عشر للاتحاد، وذلك خلال الجلسة الثانية المعنونة: «الإعلام ودوره في تكوين الهوية الثقافية والقيم للأسرة العربية»، والمنعقد تحت مظلة جامعة الدول العربية.

وفي مستهل مشاركته، ثمّن د. نصر اختيار موضوع المنتدى وتوقيته، في اليوم العربي للأسرة العربية مؤكدًا أن انعقاده تحت مظلة الجامعة العربية يمنحه بعدًا عربيًا جامعًا، ويعكس أهمية التكامل والتعاون في القضايا المرتبطة بالأسرة والهوية والثقافة.

وتناولت ورقته تحليلاً معمّقًا لدور الإعلام المصري في بناء الصورة الذهنية للأسرة المصرية في ظل التحولات الجذرية التي شهدها المشهد الإعلامي خلال العقدين الأخيرين، منطلقًا من فرضية أساسية مفادها أن الأسرة لم تعد كيانًا خاصًا، بل أصبحت موضوعًا لإعادة التشكيل الرمزي عبر وسائل الإعلام، التي لم تعد تكتفي بعكس الواقع وإنما تشارك بفاعلية في صناعته وإعادة تعريفه.

وأوضح أن الإعلام المعاصر أسهم في إنتاج ثلاث صور متوازية للأسرة: صورة درامية مضطربة تُضخّم الصراع والتفكك، وصورة رقمية مثالية زائفة تروّج لها منصات التواصل الاجتماعي، وصورة واقعية غائبة لا تحظى بالتمثيل الكافي، ما خلق فجوة بين المعروض إعلاميًا والمعاش فعليًا داخل البيوت، وأسفر عن ارتباك قيمي وضغوط نفسية واجتماعية، خاصة لدى الشباب.

واستعرض د. نصر المراحل التاريخية لتطور صورة الأسرة في الإعلام المصري، بدءًا من مرحلة الإعلام الأبوي التوجيهي في بدايات القرن العشرين، مرورًا بمرحلة الانفتاح الفضائي وتصاعد خطاب الأزمات، وصولًا إلى عصر الإعلام الرقمي بعد 2011، حيث تعددت المرجعيات وتفككت مصادر تشكيل الوعي الأسري، وبرز المؤثرون كبدائل رمزية للأسرة التقليدية.

وأكد أن «الإعلام الإيجابي» يمثل مدخلًا إصلاحيًا واقعيًا، لا يقوم على التزييف أو الوعظ، بل على معالجة مسؤولة تركّز على الحلول، وتقديم نماذج أسرية قابلة للتصديق، وتنمية التفكير النقدي لدى الجمهور. وبيّن أن الصورة الذهنية للأسرة بناء تراكمي يتشكل عبر اللغة الإعلامية، وأنماط السرد، وأدوار النوع الاجتماعي في الدراما والإعلانات، وطريقة تناول الأزمات الأسرية، فضلًا عن تأثير شبكات التواصل الاجتماعي على مفهوم الخصوصية.

وفي ختام ورقته، شدّد د. عصام نصر على أن الإعلام المصري، رغم تحديات مثل هيمنة خطاب الإثارة وغياب دراسات الجمهور، يمتلك تاريخًا وخبرة تؤهله لاستعادة دوره كقوة داعمة للأسرة، شريطة تبنّي مقاربة علمية، وبناء شراكات حقيقية بين الدولة وصنّاع المحتوى، وتدريب الإعلاميين، وإنتاج نماذج سردية بديلة تعكس واقع الأسرة المصرية دون تشويه أو مثالية زائفة، مؤكدًا أن إعادة بناء الصورة الذهنية الإيجابية للأسرة ليست مسؤولية الإعلام وحده، لكنها تبدأ منه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى