وانا من حسين

بقلم الدكتور راجي نصير
منذ بدء الخليقة، بدأ الصراع بين خطين، خط الباطل الذي يمتلك في العادة القوة والقسوة والسلطة وادواتها وامكانياتها، والغاية عنده تبرر الوسيلة مهما كانت وحشية وقذرة ، بما فيها الابادة والقتل المادي والمعنوي. وخط الحق الذي يتمسك بشرائع السماء وبالمبادئ والقيم، ويتبع الوسائل الشريفة والمشروعة، ويرى الموت مع الحق سعادة، والحياة مع الظالمين برما.
ومثل كل الانبياء والأولياء والصالحين، تعرض اهل البيت (ع)، لشتى أنواع الحرب والقتل والتضييق،فهم اعداء تقليديون بنظر كل السلطات الحاكمة رغم تناقضها، واتباعهم عرضة لحرب شعواء لانهم (خوارج وأعاجم وروافض وتبعية ووووو، )، وكانوا ضحية القتل والمطاردة والحصار، وبلغت الحرب قمتها وقسوتها وبشاعتها في واقعة الطف، حيث شهادة الامام الحسين ( ع) واهله واصحابه، ولم يكتف المجرمون بسلاح القتل والسبي للنساء والأطفال، بل واستخدموا سلاح الحرب الإعلامية والدعائية، القائمة على التحريف والتزوير والكذب والتلفيق، إلى جانب السخرية والتشويه والتسقيط، وعلى يد صنفين من الناس: الاول مأجور متعرب ينفذ مخطط ويقبض الثمن، والثاني مخدوع او مغفل ينعق مع كل ناعق، وعين عقله لا ترى ابعد من طرف انفه، حتى الشعائر الحسينية ، وهي صرخة الم فطري لمصيبة الحسين (ع)، لم تسلم هي الأخرى من هجمات التسقيط والتشويه والاتهام، باستغلال بعض الحالات الشاذة، ومحاولة تضخيمها واستخدامها سلاح غير شريف لحرب شعائر الحسين (ع)، عن وعي او جهل، نعم كلنا نرفض بعض المظاهر الدخيلة على الشعائر الحسينية، لكن نرفض في نفس الوقت تعميم بعض السلوكيات الفردية الشاذة وغير الصحيحة ، على مجمل الشعائر الحسينية التي كانت سببا لحفظ واحياء واقعة الطف بكل معطياتها الايجابية، بل واحياء الدين أيضا.