مقالات

ريادة ميسانية

سمير السعد

في زمنٍ تتسابق فيه الأفكار، وتتشابك فيه تحديات الحاضر مع أحلام الغد، يظلّ الشباب قبس الأمل ومفتاح التغيير. هم الحلم الذي لا يشيخ، يضيئون الدروب وسط عتمة التحديات، ويحوّلون ضيق الإمكانات إلى فسحةٍ للابتكار، لتبقى الرياضة والشباب معاً لغة الأمل والارتقاء ونغمة الحياة المتجدّدة.
حين يكون التميز في العمل محطّ متابعة دقيقة ورصدٍ متواصل، يصبح الاعتراف بالمنجز واجباً أخلاقياً. وهنا تتألق دائرة الشباب والرياضة في ميسان، بعد أن حققت إنجازاً فريداً بحصولها على المركز الأول على مستوى العراق للعامين المتتاليين 2024–2025، في شهادةٍ رفيعة على كفاءة الإدارة وصلابة الإرادة.
يقف خلف هذا النجاح مديرها الدكتور عباس عبد الزهرة، الذي استطاع أن يحوّل ندرة الدعم المالي إلى دافع قوي لإطلاق برامج نوعية ومبادرات شبابية ورياضية لافتة. لقد صاغ بفريقه المتفاني رؤيةً شاملة احتضنت طاقات الشباب، ووفرت لهم بيئةً محفزةً للنمو والإبداع، فكانت النتيجة حصاد سنتين من عملٍ ميداني دؤوب، تميّز بالحيوية والابتكار.
رغم ما يعيشه البلد من أزمات اقتصادية وتحديات معقّدة، أثبتت هذه الدائرة أن الإرادة والالتزام يفتحان أبواب الإنجاز، لتغدو ميسان نموذجاً يحتذى في الإدارة المنهجية الواعية. إن هذا التفوق ليس مجرد مركز أول، بل رسالة تؤكد أن العمل الجاد والشغف بخدمة المجتمع قادران على تجاوز أعتى الصعاب.
إن ما تحقق من مديرية الشباب والرياضة في ميسان يفرض علينا جميعاً أن نتبنى مسؤولية دعم هذه الطاقات المبدعة، لا بالتصفيق فحسب، بل بالدعم المعنوي والمالي الذي يضمن استمرارية هذا العطاء. فالشباب هم مشروع المستقبل، واستثمار إمكاناتهم هو الطريق الأمثل لبناء عراقٍ يليق بأحلامهم الكبيرة، ولتبقى ميسان منارةً للتميز ووجهةً للإلهام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى