زيارة روحاني بين الرفض والقبول

بقلم سعاد حسن الجوهري

اهتمام اعلامي كبير بالزيارة الرسمية للرئيس الايراني حسن روحاني الى العراق ، نظرا لتوقيتها وايضا الاجندات التي تنطوي عليها المؤتمر الصحفي للرئيسين برهم صالح وروحاني الذي عقد بعد مراسم استقبال بقصر السلام لم يخرج من اطار التاكيد على عمق العلاقات الثنائية والتي تستند بقواعد الجوار الجغرافي والمصالح المشتركة، والارتباط التأريخي ومشتركات الدين والمذهب والثقافة والاقتصاد والأمن، ومنظومة مصالح مشتركة الواسعة التي تتسع للبلدين وغيرهما من دول المنطقة، فضلا عن الثوابت السياسية التي يشتركان بها.

فالمرحبون قارنوا بينها وبين زيارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب قبل ثلاثة اشهر الى العراق حينما قالوا ان زيارة روحاني معلنة باجنداتها وتوقيتها لكن زيارة ترامب الليلية المفاجأة والسريعة لقاعدة عسكرية نائية في عمق صحراء الانبار.

ولكن لماذا يراها البعض بانها رد فعل على اي زيارة قام بها مسؤولون اجانب الى العراق؟ وايضا يرافق روحاني وفد وزاري واقتصادي كبير متعدد الاختصاصات. الى ماذا يشير هذا الامر؟ خبراء الاقتصاد يجيبون عن الشان الاقتصادي الخاص بالزيارة حينما يؤكدون ان علاقة العراق مع ايران مفيدة اكثر من علاقته بدول المنطقة الاخرى لأن ايران دولة منتجة لكل السلع والخدمات بينما دول المنطقة ليست منتجة لشيء يمكن الاستفادة منه.

اما المعترضون فانهم يتسائلون : لماذا لايقال ان ايران هي المنتفعة من العراق كونه اصبح احدى بواباتها صوب الخارج بعد العقوبات الامريكية؟ الجانبان لا ينفيان ان الاتفاقية الثنائية بين البلدين تتضمن ان يسدد العراق ديونه المترتبة على طهران والبالغة 5 مليارات دولار بالعملة الاوربية مقابل سلع وتبادلات. وماذا عن وقوف ايران الى جانب العراق في مجابهة داعش هل طَمْأَنَ العراقيين على نوايا طهران؟ وازاء هذا التطور ما الذي يجب ان تفعله باقي الدول العربية التي تاخرت عن استعادة ثقة العراقيين؟ سيما وانها تعلم انه وفي احلك الظروف الامنية لم تغلق طهران سفارتها او قنصلياتها من العراق خلافا للدول الاخرى التي تذرعت بالارهاب فغابت عن الحضور.

فالمعلومات الواردة من الوفد المرافق لروحاني تؤكد ان البلدين عازمين على التنسيق بشأن اسعار النفط وتحقيق التوازن في منظمة اوبك النفطية. وحتى ازاء هذه النقطة يطرح المعترضون على الزيارة السؤال التالي: اليس هذا اعتراف بان ما حصل من تذبذب باسعار النفط كان مخططا سعوديا امريكيا لاستهداف المعسكر المقابل؟ كل هذه التساؤلات لا تنفي ان اجندات الوفد المرافق لروحاني تتضمن اليات تطوير التبادل التجاري واستفادة العراق من مزايا السلع والخدمات الايرانية الارخص ثمنا والاعلى جودة.

فلو وضعنا باقي اهداف الزيارة تحت المجهر لوجدنا ما لم يضرنا كالافادة من التجربة الايرانية بالتخلص من الاقتصاد النفطي وايضا وتطوير حركة السياحة والتعاون المصرفي. طرحت راي المعسكرين (المؤيد والمعترض) لاترك للقارئ الكريم حق الراي في التمييز بين جدوى الزيارة من عدمها.

اترك رد