علم اخرس وجود كالعدم

عهود الاسدي
عندما تغفل العقول عن فهم الحقائق ويغيب الوعي عن ادراك ماهية المغزى من كل مايراه ويسمعه الانسان يكون الناتج الفوضى والنهب والسلب وسفك الدماء لان الضمير الانساني اصبح مغيبا خلف اللهث وراء الماديات فالبصيرة انعدمت لاسوداد القلب الذي انشغل بحب الدنيا وعدم الرضا بما قدر الله جل وعلا ، فلا عجب ان نرى شرذمة من الشباب المنفلت المنحل والفارغ المحتوى من العقيدة والمبدأ والدين ان ينتهك حرمة المقدسات ويتجاوز الحدود والثوابت والقيم الاخلاقية والانسانية ، ولا عجب ان يكون كبار القوم مكتوفي الايدي وهم ينظرون لهذا الانفلات وتلك الانتهاكات فهم سبب في انحراف ابنائهم وهم اصحاب الذنب الاكبر في عدم توعية الشباب وزرع القيم والاخلاق والعقائد السليمة ونشر العلوم النافعة لتطوير الانسانية ، لكن العجب كل العجب عندما يتفرج علماء الامة ومفكريها واصحاب القرار فيها والمؤثرين على مجتمعاتها دون ان يحركوا ساكنا !!!!! وكأنهم خشب مسندة لا يرف لهم جفن لسماعهم جريمة نكراء بمقتل طفل وصلبه والتمثيل بجثته امام الملأ !!!! ولا ينطقون حرفا في نقد فعل مشين وخطر بحق الانسانية كرفع علم المثلية على ارض قدسها الله وكرمها ان جعلها ارض الانبياء والاوصياء والمعصومين الاطهار !!! وما حادثة الشغب التي نالت من الزيارة الاربعينية الا قشة لقصم ظهر البعير لوأد الاربعينية والقضاء على الاسلام فالجميع يعلم ان ذكرى ابي الاحرار هي احياء لدين النبي المختار صلوات الله عليه وعلى اله الطاهرين ، وهو القائل ( ان كان دين احمد لم يستقم الا بقتلي فيا سيوف خذيني ) ، مانفع العلم والفكر والأثر الاجتماعي ان لم يحفظ هيبة الدين والمذهب ؟؟؟!!! ماقيمته ان لم يحفظ القيم والاخلاق الانسانية ؟؟؟؟!!!!!! وما نفع وجودكم ومسمياتكم ان لم تعالج المشكلات الاجتماعية وتدرأ الاخطار النفسية والاخلاقية عن مجتمعاتها ؟؟؟!!!!! عذرا وجودكم كالعدم بل هو اشد خطرا عندما يستغل العلم والمعرفة والثقافة والمكانة الاجتماعية المرموقة لتضليل البسطاء وشغلهم بالقشور وصرفهم عن المحتوى كما حدث الان نسمع صراخ شباب ضال منحرف بالثورة الحسينية وهو بعيد كل البعد عن محتواها … ان في العين قذى وفي القلب شجى وان الله لايغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها كل ما يحدث من قتل للاسلام وتضليل وانحراف في اعناقكم ( لا اقصد المعممين فقط ) بل كل علماء الامة ومفكريها ومثقفيها واعلامييها واصحاب القرار فيها والمؤثرين ..
اين كنتم ؟ بماذا انشغلتم عن تربية ابنائكم حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا ، وها انتم تدفعون ثمن غفلتكم بضياع اجيال من فلذات الاكباد بين قتيل ومعاق ومنحرف وسجين وها انتم تشاهدون نتائج غفلتكم بانهيار عروشكم العاجية بايدي شبابكم الذين تحركهم اصابع صهيوامريكية رذيلة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وانتم بكل خذلان صامتون لو لا ابن محمد الصدر ( المقتدى) الذي حاربه الكثيرون منكم هو الوحيد المتصدي للاصلاح لا تأخذه في الله لومة لائم تحمل الكثير من الاتهامات والتشكيك والشتائم ما لا تحمله الجبال الرواسي وهو محتسب صابر متوكل على الله في التصدي لكل انحراف وفساد ، هو الوحيد الذي سيذكره التأريخ بكل فخر مهما حاولت الاقلام المأجورة والقنوات والبيجات الممولة من طمس الحقائق وتشويهها فراية ال الصدر عالية ترف في سماء الاحرار لا ينال منها العبيد .