مقالات

عندما تتحول الأسئلة الوزارية إلى فخٍ لاختبار الأعصاب بدل اختبار العقول

بقلم /محمد حنون

في كل عام تثار الشكوى ذاتها والوجع نفسه يتكرر
أسئلة السادس الإعدادي وخاصة في الأحياء والكيمياء والرياضيات بل اغلب المواد الدراسية تأتي بمستوى تعجيزي لا يتناسب مع مدارك الطلبة ولا المنهج الذي درس لهم.
هذا العام ورغم التوجه الحكومي لانجاح الامتحانات بلغ الاستياء ذروته بعد أن قرر عدد كبير من الطلبة تأجيل الامتحانات إلى الدور الثاني ليس بسبب ضعف في التحصيل بل لأن الأسئلة كانت خارج حدود المنطق والاستيعاب البشري وبعيدة عن مدارك الطلاب الذين سلموا دفاترهم بعد توزيع الاسئلة الامتحانية
مدرس متخصص في الدورات التعليمية قال لي بالحرف معدو الأسئلة يبحثون في إبرة فقط ليجدوا سؤالًا معقدا” يربك الطالب ويشعره بالعجز بدل أن يقيسوا قدراته الفعلية ويجدون اسئلة ترتقي مع هذه القدرات

لاأدري هنا هل النجاح في العراق لا يمنح إلا لمن يحفظ كتابا” بأكمله ويحل كل فرضية رياضية احتمالية ويغوص في تفاصيل لا تطلب حتى في جامعات الخارج
هل الهدف هو إسقاط أكبر عدد من الطلبة وإجبارهم على الدور الثاني أم أن هناك رؤية تربوية نجهلها ويتطلب ان تقوم وزارة التربية ان تضعنا بحقيقة هذه الرؤوية من خلال التلفزيون التربوي الذي وجد لاعانة الطلبة وتسهيل التعقيدات التي تواجههم في العام الدراسي.

الأسئلة الامتحانية وفق كل معايير التعليم يجب أن تراعي الوقت المحدد للإجابة وتتنوع بين السهل والمتوسط وقليل من الصعب وتختبر الفهم لا قدرة الطالب على الحفظ العشوائي
وتعكس ما تم تدريسه فعلًا داخل الصفوف لا ما يتم تداوله في الكروبات والدورات التي ارهقت جيوب الناس.
هل يرضي وزارة التربية  أن تتكدس أعداد المؤجلين وتنتشر ظاهرة الإحباط في صفوف الشباب
هل تدرك أن قرارات معدي الأسئلة إذا لم تراجع قد تقتل طموحا” وتدمر مستقبلا” وتزيد من معدلات الهجرة الداخلية والبطالة

على وزارة التربية أن تجيب بصراحة هل تريد بناء جيل ناجح أم جيل محطم يبحث عن أبواب خلفية للنجاح بسبب الظلم في بوابة الامتحان واجدد هنا القول كفى عبثا”  بمصير الطلبة
كفى تعقيدا وفهلوة في وضع الأسئلة.
فالتعليم ليس حربا”بل بناء أمة

                

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى