أخبار العراق

لتحقيق الثبات في الامن الاعلامي لا بد من ترسيخ الاعلام التنموي.

لتحقيق الثبات في الامن الاعلامي لا بد من ترسيخ الاعلام التنموي.

بقلم/ إنعام العطيوي

بات جلياً للجميع مدى سطوة الاعلام الالكتروني اليوم في التحكم بمفاصل الحياة بدءً من اسقاط الحكومات، وبث الاشاعات، إلى ترويج المنتجات، وإنعاش الاقتصاد، واستقرار الشعوب، وتوطيد العلاقات، وهزم الارهاب، والسيطرة على الاستقرار الامني، وتنمية المجتمع.

فكان ومضة انطلاقة جريدة الزوراء بطبعتها الورقية في اولى خطواتها لكسب ثقة الرأي العام في العراق وتحقيق الاستقرار السياسي والامني، أما اليوم فأن الاعلام الالكتروني هو الأداة الفاعلة لتغيير الرأي العام، والتأثير على سياسات الحكومات ومنجزاتها، وما لأهمية الاعلام الالكتروني وأثره على الشارع العراقي وتسبب المحتوى الاعلامي في تغيير السياسات وتنمية الشعوب، فلا بد من التركيز على رصانة المحتوى الاعلامي واثر الخطاب الاعلامي في قيادة الرأي العام وخصوصاً في المجتمعات المتنوعة (والتي يتميز بها العراق دون غيره من البلدان العربية) والعمل الجاد على تنمية الفكر الثقافي للمتلقي ودعم القوات الامنية في خطابها الاعلامي لمحاربة فلول الارهاب، والجريمة المنظمة، والاتجار بالأعضاء البشرية، والمخدرات.

وعليه فلا بد من التركيز على الاقلام الصحفية الاكاديمية التي انزوت جانباً وتصدر للمشهد شخصيات قد تمتاز بالشهرة لكن لا تتميز بالاختصاص الاكاديمي لهذا برز في الاونة الاخيرة ما يسمى المحتوى الهابط الذي مس معايير المجتمع وكان مخالفاً للقيم والموروث الاخلاقي الاجتماعي.

ولتحقيق الامن الاخلاقي الاعلامي لا بد من تعزيز الاهتمام بصحافة الاطفال التي اضمحلت بين زخم الاخبار الامنية والاقتصادية والسياسية والترفيهية،

فبات جلياً ضرورة العودة إلى تأسيس مجتمع واعي من الطفولة إلى خطورة الاعلام الالكتروني وكيفية التصدي له وتنمية مجتمع قادر على تكوين رؤية للتصدي للجرائم الالكترونية، التي تعد هي بمثابة مخاطر هذا العصر، وبوابة للدخول إلى الاعلام الرقمي الذي لو لم تعمل الدول النامية على تهيئة شعوبها لكيفية التعامل معه فانها ستكون في مأزق كبير أمام كيفية إيجاد حلول أمنية للاعلام الرقمي.

ولتحقيق الوصول إلى الامن الاعلامي الرصين من كل جوانبه والتي تشمل (الامن الاخلاقي والاجتماعي، والامني ضد الجرائم المنظمة) لا بد من تنمية المخيلة الادراكية للمتلقي منذ الطفولة عبر صحافة الاطفال.

وعلى سبيل المثال من كان سابقاً يتخيل من الممكن ان يشاهد عبر البث المباشر حفل للفنان الراحل ناظم الغزال وهذا يثبت إن الاعلام الرقمي بات قاب قوسين او أدنى من غزو مفاصل الحياة واختلاط الحقائق بالوهم ومن الممكن لهذا الوهم ان يتسبب بظهور جرائم اجتماعية جديدة تعمل على تميزق المجتمع والاخلال بأمنه.
ليثبت للجمهور ان ليس كل ما يُشاهد على الاعلام الالكتروني اليوم هو مصدراً للحقيقة، وإنما لا بد من التأكد من مصادرها الموثوقة فالاعلام ليس ترويج للمعلومات فقط، بقدر ما هو تطوير وتنمية فأمننا الاعلامي اليوم رهينة تطورنا الفكري.

وأشد انا كمراقبة للمشهد الاعلامي العراقي للحفاظ على أمن وسلامة العراق بترسيخ ثقافة الاعلام التنموي ضمن المنهاج الاعلامي وإظهار التطور الثقافي والصحفي والاعلامي وعقد الندوات الفكرية والفنية والسعي لنشر ثقافة العراق لمحافظاته المختلفة عبر برامج تنموية وفكرية تطور من المِلكة الفكرية للمتلقي في مجال الاقتناع بالمحتوى الالكتروني الاعلامي وكيفية التعامل معه والتصدي لمعلوماته الكاذبة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى