مقالات

لقاء الحلبوسي والخنجر … نحو تفاهمات سياسية جديدة وأمل كبير

بقلم : احمد الجبوري

اللقاء المهم الذي جمع الشيخ خميس الخنجر والرئيس محمد ريكان الحلبوسي والذي جاء بعد قطيعة طويلة امتدت لسنوات، لم يكن عادياً في توقيته ولا في دلالاته بل حمل إشارات عميقة إلى أن مرحلة جديدة من التفاهمات قد بدأت تتشكل، بما يفتح الباب أمام إعادة ترتيب البيت السني على أسس أكثر واقعية وإنتاجية

تتجلى أهمية هذا اللقاء في أن كلا الزعيمين يمتلكان جهداً سياسياً واجتماعياً ملموساً جعلهما الأقرب إلى جمهورهم والأقدر على مخاطبة شرائحه بخطاب يتسم بالنقاء والوضوح وهو ما يمنح القاعدة الشعبية ثقة مضاعفة ويجعل من هذا التفاهم عنواناً لمرحلة سياسية جديدة

إن التلاقي قبل أشهر قليلة من الانتخابات يمنح الوحدة زخماً إضافياً إذ يتيح لها التبلور في مشروع سياسي متكامل ويحولها إلى قوة سياسية قادرة على خوض الاستحقاقات من موقع متماسك وهو توقيت يبعث برسالة إلى الداخل والخارج مفادها أن السنة ذاهبون إلى الانتخابات بروح تنافسية منتجة وبرؤية مشتركة ترفض التشرذم والانقسام

وهذا يعكس حقيقة أن الجمهور السني بات يبحث عن مشروع كبير وواضح لا عن تكتلات صغيرة لا تحمل أي رؤية أو قدرة على الإنجاز وهذا المشروع نراه واضحاً لدى السيادة وتقدم

ورغم انزعاج بعض الأحزاب والشخصيات السنية الأخرى التي تفتقد إلى نهج عملي ورؤية واضحة فإن ذلك لا يقلل من أهمية هذا اللقاء بل يمثل دعوة لهم للاقتداء بالشيخ خميس الخنجر في منهجه السليم القائم على الترفع عن المصالح الشخصية الضيقة والعمل من أجل المصلحة الوطنية العليا

إن لقاء السيد الحلبوسي والشيخ الخنجر يمثل خطوة واعدة نحو تفاهم سياسي جديد و مشروع وطني متكامل يهدف إلى تعزيز التمثيل السني وجعله قوة فاعلة وبنّاءة داخل المشهد الوطني

إن هذا اللقاء الوطني يتسم بالوضوح والاتزان الذي يبني جسراً بين نحو المستقبل ويمنح أبناء المكون السني بشكل خاص أفقًا جديداً من الأمل نحو عراق أكثر توازنًا وعدالة تعيش فيه جميع المكونات الاجتماعية تحت سلطة الدولة العراقية والدستور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى