مبادرات عراقية في شهر الخير…..
صاحب مطعم يقدم وجبات الافطار المجانية طيلة ايام شهر رمضان المبارك…

متابعة / مديحة البياتي
عدسة / مهند الليلي
شهر رمضان المبارك ، شهر الطاعة والغفران ، وهو فرصة طيبة لعمل الخير وتجديد علاقة العبد بربه ، ومما يفرح النفس ان تجد من يطبق ذلك انطلاقا من مباديء سامية وتربية صالحة ويتقرب إلى الله بعمل الخير لعباده ، وقد قدم الخير من موقعه (كصاحب مطعم) وبالتنسيق مع الخيرين من داعمي المبادرات الرمضانية الإنسانية ، واعطى درسا كبيرا للمقتدرين والميسورين بمساعدة الآخرين كل حسب موقعه ، ومؤكدا بأننا لو التزمنا بهذا المبدأ السامي لما بقي عندنا من محتاج…
وفي الوقت الذي سعدنا بتلك المبادرة ، توجهنا حيث المطعم المعني ، وعلمنا انه يقدم وجبات الافطار الرمضانية “مجانا” للصائمين والمحتاجين وأصحاب الدخل المحدود في داخل المطعم طيلة أيام الشهر الفضيل ، فضلا عن تقديم “وجبات” الافطار بشكل أكياس توزع للعوائل المتعففة ، وهناك كان لابد لنا من تسليط الضوء والتعرف على صاحب المطعم ومبادرته الرمضانية حيث كان لنا معه هذا الحوار……..

عدنان نصيف جاسم ، مواطن عادي وبسيط ، خريج كلية الإدارة والاقتصاد/ جامعة بغداد/ بكالوريوس إدارة أعمال، عملت موظفا ومديرا للحسابات، مهنة المطاعم توارثناها عن آبائنا واجدادنا ولا نستطيع تركها، أنا متعود على الضيافة كوني ابن عشيرة ووالدي صاحب مضيف وعشيرتنا معروفة بالكرم والضيافة وقد تطبعنا بتلك الطباع التي توارثناها عن الأهل والعشيرة، وبالنسبة للكرم يقول سيدنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم ” من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه” وبالتالي كل انسان يأتي إلى هذآ المطعم واجب علينا اكرامه وتضييفه بغض النظر عن الأمور المادية وأن نقوم له بالواجب كوننا وعلى حد التعبير “متعودين على العزوبية ” وهذا ثوبنا الذي لا نستطيع تركه حتى لو لبسنا الملابس المدنية، وأغلب العشائر العراقية من الجنوب إلى الشمال هم أصحاب مضايف وكرماء وطيبين النفس ومن شيمتهم إكرام الضيف وهو الواجب، وقد كان العرب اجدادنا قديما من صفاتهم إكرام الضيف والكرم والأخلاق والمروءة مصداقا لقول النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم “إنما بعثت لاتمم مكارم الأخلاق ” ..
— حقيقة أنا لا امتلك القدرة المادية الكبيرة، ولكن كما يقول المثل “الغيث يبدأ بقطرة “، فلا بأس أن ابادر أنا كي أكون مثلا أعلى للاثرياء، فالأجدر بنا أن نبادر جميعنا كل حسب مقدرته، فالمال زائل ونحن زائلون والاولى بنا ترك أثر طيب وبصمة خير أمام الناس.
بدأنا المشوار بمئتين ماعون ثم ثلثمائة ماعون وهناك من يدعمنا ويساهم معنا في هذا العمل الخيري ، حتى عاملي المطعم يشعرون بالفرح عندما يقدمون الوجبات للفقراء والمحتاجين ومن لايملكون ثمن الطعام ، يقول الحديث النبوي “الراحمون يرحمهم الرحمن” ثم أردف يقول: “ارحموا في الأرض يرحمكم من فى السماء ” ..
الاولى بنا أن نطبق ما نقوله على ارض الواقع الحمدلله تمكنا مع الخيرين الذين يساهمون معنا وان شاء الله سنصل من الاعظمية إلى مدينة الصدر ومنها إلى النجف وكربلاء وكل المدن وهدفنا أن لا يكون هنالك جائع أو فقير.
نسأل الله سبحانه و تعالى أن يجعل هذا العمل خالصا لوجه الكريم ولا نريد به ابتغاء مرضاة أحد ولا نبتغي من وراءه سمعة او رياء.
هذه أول سنة أقدم فيها هذا العمل، وحقيقة نحن كنا نقوم بهذه الأعمال في مناطقنا، لكن عندما رأينا أحوال العوائل في بغداد خاصة أصحاب ايجارات الدخل المحدود ومن لا يملك سكن او ثمن كهرباء المولد..

كما ولا يفوتني أن احيي الإخوة الداعمين..
**الحاج كريم الراوي..
**الاستاذ عمر العبيدي..

على رعايتهم لكل تلك المبادرات ، وهم اصحاب المواقف الإنسانية الذين يضعون معاناة أهلهم في العراق نصب أعينهم ، وهم بحق الجنود المجهولون وراء الأعمال الخيرية سواء في شهر رمضان او سواه.. وأن شاء الله الخير قادم اكثر ونسأل الله أن يمكننا ويساعدنا ولا نريد المعونة من سواه.
أحييكم جميعا وأتشرف بكم وندعو الله أن يمكنكم لفعل الخير ونسأله سبحانه أن يسدد خطاكم ويعينكم لكل ما فيه صلاح أحوال هذا البلد وشعبه الطيب وأن شاء الله كلنا “غيث” لنغيث كل ملهوف وكل يتيم ومحتاج ومن الله التوفيق والسداد.
**وفي حديث جانبي مع العوائل الفقيرة والمتعففة التي حضرت الافطار هي ام هند وعائلتها المتكونة من بنتها وطفلتها كون زوجها مسجون حاليا وليس لديها معيل يعيلها في هذه الظروف الصعبة وتحدثت عن هذه المبادرة الإنسانية قائلة: أن موائد الرحمن تعد تعزيزا لقيم التكافل الاجتماعي والتراحم وفعل الخير في هذا الشهر الفضيل، خصوصا وأنها تشارك الفئات الأقل حظاً وتقدم الخير لها، وتدخل الفرحة والسرور إلى قلوب الأيتام والفقراء والمحتاجين..
**وتحدثت الأرملة اية طالب ومعها أطفالها الأيتام قائلة: شهر رمضان المبارك هو شهر الخير والمحبة والعطاء، والمساعدة، وعمل الخير، وتوزيع الصدقات على الفقراء والمحتاجين والأيتام ..وهذه المبادرة الإنسانية التي قام بها السيد ابو محمود ومن معه من الطيبين المتبرعين لهذا العمل الطيب أدخلت الفرحة والسرور لكل العوائل التي حضرت للافطار في هذا الشهر الفضيل …

** وتحدث السيد محمد ابراهيم إلى ضرورة التفاتة الحكومة لهذه الفئة الفقيرة ودعمها ومساعدتها مثلما يقوم به صاحب مطعم الطيب السيد عدنان نصيف بافطارنا يوميا .. جعل هذا العمل الصالح في ميزان حسناته ان شاء الله..
ومن جانبهم عبرت العوائل الفقيرة من الأرامل والأيتام والمتعففين الذين حضروا هذه المأدبة الرمضانية عن فرحهم وسعادتهم لهذا الموقف الإنساني والخيري المستمر طيلة أيام شهر رمضان المبارك .. داعين لاصحاب هذه المبادرة الإنسانية الرائعة بالصحة والسلام والخير وان يحفظهم ويسدد على طريق الخير خطاهم…

اترك تعليقاً