مقص الرقيب في التلفزيون الإيراني "يطال الجواميس"

جواميسمصدر الصورة
Getty Images

قد تتوقع من هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية أن تحظر صور النساء اللواتي يتناولن الخيار على شاشة التلفزيون وليس صور مؤخرات الجواميس أو مخططات الأذنين تحت الحجاب!

وهذا بالفعل ما حدث، إذ تحظر الرقابة في الجمهورية الإسلامية عرض ذلك على شاشاتها منذ سنين، الأمر الذي يثير غضب العاملين في هذا القطاع الذين قرروا أخيراً نقل الأمر إلى وسائل التواصل الاجتماعي للضحك على مثل هذه القرارات.

تحديات

بدأ الكاتب التلفزيوني الإيراني، أمير مهدي جلو، حملة على إنستغرام بهاشتاغ الرقابة_وأنا_يتحدث فيها عن تحديات تصوير أجساد النساء.

وقال إنه “من إحدى مشاكل ظهور النساء على شاشات التلفزيون، بالإضافة إلى ضرورة ارتداء الحجاب التنبه إلى حجم أجسادهن تحت ملابسهن”، إلا أنني لم أتوقع أبداً أن أطالب بالتركيز على حجم وشكل أذن المرأة.

وأضاف “لم يخطر ببالي أن أذن المرأة المغطاة بالحجاب قد يستفز البعض”.

فيلم وثائقي

ويلقي كاتب السيناريو والمخرج الإيراني مصطفى كييي الضوء على موقف تعرض له عندما طلب منه إجراء بعض التعديلات على فيلم وثائقي عن الجواميس.

ويقول إن هيئة الرقابة أرسلت له “قائمة بالتعديلات على الفيلم، أولها إلغاء المشهد الذي يظهر الجواميس وهي تخرج من الماء، وعندما سألت عن السبب أجابوا أن “صورة الجواميس التي تخرج من المياه – لا سيما أنها مأخوذة من الخلف- تعتبر مثيرة”.

وأضاف أن “هذا الموقف يعتبر واحداً من عدة ذكريات عايشها مع زملائه”.

صورة الشاه

أبلغ مهراب قاسم خاني الذي كان يخرج مسلسلاً كوميدياً يغطي الأحداث التي دارت خلال أوائل القرن العشرين بأنه يجب أن يظهر فيه صورة لرضا شاه بهلوي، الحاكم السابق للبلاد على الجدار لتوفير مصداقية تاريخية للمسلسل.

إلا أنه بعد بضعة أسابيع، بدأت الرقابة تشعر بعدم الارتياح تجاه صورة الشاه لأن عهده مثير للجدل، إذ أن الحكومة الإسلامية في البلاد أطاحت به لتولي السلطة في عام 1979.

ويقول قاسم خاني إنه “بعض سلسلة من النقاشات حول عرض الصورة، سمحت لهم الرقابة بإظهار الجزء السفلي من صورته”.

وأثارت هذه القصص نقاشاً مطولاً على وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الرئيسية.

وانضم رسامو الكاريكاتير في الصحف ومنهم ابتكار إلى الحملة على وسائل التواصل الاجتماعي ليشاركوا بكم هائل من الأمثلة والاستهزاء على قرارات الرقابة، لكن البعض انتقد أيضا الكتاب والمخرجين بقبول مثل هذه الرقابة.

ودافعت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية عن منهجها في “التمسك بالأخلاق العامة” خلال تعليق نشرته صحيفة جام جام الرسمية.

وأقرت الهيئة بأن ثمة قرارات تتخذها الرقابة تكون بناء على اختيارات شخصية، مشيرة إلى أن العاملين في قطاع الرقابة قد يخطئون، كما دعت إلى التفكير في الأوضاع الاجتماعية.

—————————————

يمكنكم تسلم إشعارات بأهم الموضوعات بعد تحميل أحدث نسخة من تطبيق بي بي سي عربي على هاتفكم المحمول.

اترك رد