مقالات

نجاتنا في المسرح والسينما

كتبت د ليلي الهمامي

أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة لندن

تراثنا يعج بالقصص الجميلة وبمخيال خصب. هو خزان من كنوز الإبداع الذي يحتاج الاستثمار في السينما والمسرح. معضمنا لم يفهم أن معركة الهوية هي معركة الراهن قبل أن تكون قضية ماض ملحمي نتمسك به.

الهوية إحياء وتحيين واقتباس وتكييف لشخوص ورمزيات من ذاكرتنا ومعيشنا الجمعي… لا شيء يمنعنا من أن نعود إلى الكندي أو السهروردي أو الحلاج أو ابن زيدون، في إخراج معاصر بتأهيل تكنولوجي، يعيد بناء فضاءات الماضي بجزئياته الجمالية، بقبحه، بمآسيه وأمجاده.

ليس من الترف في شيء أن نطرح إحياء التراث، فالتراث إن لم يكن في تماس مع ما نحياه خلال يومنا، وما نعود عليه بالتأمل والنقد في آخره، إن لم يك كذلك ، سيكون صنما وجب التخلص منه. لا نزال نحتاج إلى مشاريع ضخمة في السينما والمسرح، لتحصين أجيالنا من التيه والانبتات وتأمين شروط وجودنا واستمرارنا…

هذا مجال فعل واستثمار القطاع العام في الفن والثقافة.

أمامنا حقول خصبة للاستثمار، من خلالها يمكن أن نقاوم حركات التنميط الثقافي التي تخدم من خلالها، العولمة، خصوصيات تجارب الشعوب وتحنطها لتحويلها الى مجرد مواد متْحَفِيّـة. لقد قُهرَت شعوب، وسُحِقت وحُوّلت إلى ملهاة في سِيركِ حضارة لا تَرحم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى