واقعية أموريم تُسقط ليفربول.. ويونايتد يُعيد هيبته من أنفيلد

تقرير / سيف معتز محي

في ليلةٍ اشتعل فيها “أنفيلد” غضبًا ودهشة، خطف مانشستر يونايتد فوزًا تاريخيًا من قلب ليفربول بنتيجة (2-1)، ليكسر حاجز الخوف، ويعلن أن زمن الارتباك انتهى، وأن الشياطين الحمر عادوا ليُرعبوا الكبار من جديد.

بداية نارية تهز المدرجات

لم تمر سوى دقيقة واحدة حتى أصاب الصمت مدرجات أنفيلد. خطأ ساذج من فان دايك وماك أليستر استغله مبيومو بذكاء، لينقض على الكرة ويسكنها الشباك في لقطة أربكت أصحاب الأرض وأشعلت فتيل المواجهة منذ الثواني الأولى.
اليونايتد بدأ المباراة كما أراد روبن أموريم: هدف مبكر، تماسك دفاعي، وذكاء في إدارة الإيقاع، في المقابل، بدا ليفربول تائهًا، باحثًا عن نفسه وسط دهشة جمهوره وخيباته الأخيرة.

صلاح يحاول… وأنفيلد يصرخ بلا جدوى

محمد صلاح حاول إنعاش فريقه بتمريرة سحرية إلى جاكبو، لكن القائم كان له بالمرصاد. الريدز امتلك الكرة، لكنه افتقد اللمسة الأخيرة، وظهر وكأنه يطرق بابًا مغلقًا بإصرار لكنه بلا مفتاح.
كل محاولة كانت تتحطم أمام التنظيم الدفاعي الصلب ليونايتد، الذي عرف متى يتراجع ومتى يلدغ، في أداء يجمع بين الانضباط والدهاء.

أموريم يُبدع وسلوت يتخبط

في الشوط الثاني، كشف روبن أموريم عن وجهه التكتيكي الحقيقي. أجرى تبديلات ذكية منحت فريقه توازنًا إضافيًا في الوسط، بينما بدا آرني سلوت في حيرة، يبدل في المراكز والخطط دون أن يجد الحل.
وعندما أدخل كييزا، اشتعلت المباراة من جديد، إذ أرسل عرضية أرضية رائعة حوّلها جاكبو إلى هدف التعادل، ليُعيد الأمل إلى أنفيلد ولو مؤقتًا.
لكن رد يونايتد جاء كالصاعقة. كرة ثابتة نفذها برونو فيرنانديز بإتقان، ارتقى لها القائد هاري ماجواير، وأسكنها الشباك برأسية لا تُصد ولا تُرد، ليكتب الفصل الأخير في قصة نصر بطعم الثأر.

الواقعية تنتصر على العاطفة

ليفربول هاجم بكل ما يملك، لكنه اصطدم بجدار صلب وواقعية لا ترحم. أموريم لم يترك مساحة للارتباك، ونجح في إغلاق كل المنافذ أمام هجوم الريدز، بينما ظل سلوت أسيرًا لأسلوبه الهجومي الذي لم يجد طريقه إلى النجاح.

صرخة الشياطين.. عدنا!

مع صافرة النهاية، دوّت صيحات لاعبي اليونايتد كأنها إعلان ولادة جديدة للفريق. فوز في أنفيلد لا يُقاس بالنقاط فقط، بل بالقيمة المعنوية والتاريخية، وبالرسالة التي أرسلها أموريم إلى كل المنافسين.