وزير البيئة: أهمية تفعيل التعاون الإقليمي والدولي لضمان استدامة الموارد المائية في العراق

أكد وزير البيئة د. هه لو العسكري أن المفاوضات مع الجانبين الاول التركي والتي تشكل 70% والثاني الجانب الإيراني التي تشكل 12% من واردات المياه من دول جوار المنبع تمثل خياراً استراتيجيا للعراق في هذه المرحلة الحساسة، خصوصاً مع تزايد تأثير التغيرات المناخية وانخفاض معدلات الأمطار مع ضرورة تكثيف حملات التوعية والإرشاد الإعلامية لتسليط الضوء على أزمة تلوث المياه والحلول والمعالجات الممكنة .
هذا ما جاء في اجتماع الفريق الوزاري التشاوري الذي ضم وزراء البيئة ، الموارد المائية، والزراعة و عدد من الوكلاء والمستشارين والمدراء العامين وممثلين عن الوزارات المعنية في مقر وزارة الموارد المائية .
وأوضح العسكري، أن العراق يُعد من بين الدول الأكثر هشاشة أمام التغيرات المناخية، مشددًا على أهمية التعاون الإقليمي لمواجهة الانخفاض الحاد في الاطلاقات المائية، في الوقت الذي تمارس فيه الحكومة مجمل الحلول والمعالجات لتفادي الأزمة من خلال جهود تشاركية بمختلف قطاعاتها ووزاراتها التي تولي اهتماما كبيرة لمواجهة هذه الازمة من خلال وضع حلول انية وعاجلة لمواجهة ندرة المياه والحد من مشكلات التلوث الناجمة عن الأنشطة المختلفة ، فضلا عن اثار التغيرات المناخية ، لافتا الى إن قضية المياه لم تعد شأنًا داخليًا، بل استحقاقًا إنسانيًا يتطلب تعاونًا أكبر مع دول الجوار في ظل الظروف البيئية الراهنة التي يشهدها العراق .
من جانبه أشار وزير الموارد المائية عون ذياب أن العراق يمر بأصعب سنة مائية منذ عقود، نتيجة شح الأمطار وتأثير ظاهرة الاحتباس الحراري وقلة الإيرادات من دول أعالي المنبع ، لافتا إلى ان الواقع يتطلب تبني حلول استراتيجية عاجلة لمواجهة التحديات المائية التي تواجه البلاد.
فيما بين وزير الزراعة د. عباس جبر العلياوي أن أزمة المياه ستؤثر بدورها على الزراعة الشتوية لهذا العام برغم أن الوزارة قد حققت نجاحا كبيرا خلال هذه الفترة من خلال تحسين نوعية الانتاج الزراعي بأعتماد نظم ري حديثة وتقليل الاعتماد على الاستيراد ودعم المزارعين ببرامج طارئة واجتماعية معززة للدخل، وإعادة هيكلة الخطة الزراعية على أسس مرنة تراعي الجفاف، ودعم زراعة المحاصيل واطئة الاستهلاك للمياه
وتم خلال الاجتماع استعراض مفصل عن واقع الاطلاقات المائية كما استعرضت وزارة البيئة تقييمها لنوعية المياه بكل مفاصل نهري دجلة والفرات في المدن العراقية كافة وتحذيراتها من زيادة نسب الملوحة والتلوث في عموم مصادر المياه .
وأختتم الاجتماع بإصدار مجموعة من التوصيات العاجلة لرفعها إلى مجلس الوزراء، لتعزيز برامج ترشيد استهلاك المياه، وضبط مصادر التلوث، وتشكيل فريق وطني توعوي بقيادة وزارة البيئة وبمشاركة الوزارات القطاعية، لنشر ثقافة الاستخدام الأمثل للمياه على مستوى المؤسسات والمجتمع.