وكالة أخبار المستقبل تحاور الشاعر خالد والي حول تحديات وطموحات جمعية الأدباء الشعبيين في العراق

أجرت الحوار: الإعلامية سجى اللامي
في المشهد الثقافي العراقي تقف جمعية الأدباء الشعبيين في العراق كواحدة من أبرز المؤسسات التي حملت راية الشعر الشعبي لعقود طويلة من على منصاتها انطلقت القصيدة العراقية لتصل إلى كل بيت ومن أبوابها دخل المئات من الشعراء الذين شكلوا وجدان الشارع العراقي بصدق الكلمة وحرارة الإحساس
في هذا الحوار الصحفي يفتح لنا الأستاذ الشاعر خالد والي، أمين سر جمعية الأدباء الشعبيين في العراق ملف الشعر الشعبي متحدثاً عن دور الجمعية ما بين التحديات والمواهب الشابة والمنابر الرقمية كاشفاً عن ملامح المرحلة المقبلة وآفاق التطوير التنظيمي والثقافي.
★ بدايةً حدثنا عن دور جمعية الأدباء الشعبيين في دعم وتطوير المشهد الشعري الشعبي في العراق؟
_دور الجمعية دور قيادي وريادي ومهم جداً فكل ما نسمعه من الأغاني العراقية الكلاسيكية والحديثة هو صادر عن أعضاء الجمعية جميع شعراء الأغنية تقريباً هم منتمون لجمعية الأدباء الشعبيين منذ عام 1967 وحتى اليوم. هذه الجمعية ترفد الأغنية وتدعم الشعراء بقصائدهم الوطنية والدينية والعاطفية والحماسية وقد سجلت حضوراً مؤثراً في تحريك الثقافة العراقية.
★ بصفتكم أمين سر الجمعية، ما أبرز التحديات التي تواجهكم في تنظيم النشاطات الشعرية؟
_أبرز التحديات التي نواجهها تتعلق بالدعم المادي فإقامة الأمسيات والمهرجانات تتطلب عنصرين أساسيين: التمويل وحضور بعض الشعراء البارزين، بعض الشعراء يعتاشون من القصيدة أو الأغنية واللقاءات والمهرجانات لذا نواجه صعوبة في دعمهم هناك تعاون من بعض الجهات الرسمية مثل وزارة التربية بفتح القاعات للمنتديات الشعرية لكننا بحاجة إلى دعم وطني أكبر من نقابة الفنانين بإعطاء المسارح بأسعار رمزية ومن نقابة الصحفيين بدعم إعلامي أكثر وهذا يسهم في إيصال صوت الشعر الشعبي بشكل أوسع.
★كيف تقيمون واقع الشعر الشعبي العراقي اليوم.. وهل تلاحظون تطوراً أو تراجعاً مقارنة بالأعوام السابقة؟
_بصراحة نحن نرى أن واقع الشعر الشعبي في تطور مستمر خصوصاً من ناحية الشعراء المنضبطين والمنتمين للجمعية هؤلاء الشعراء يصدر عنهم النص الواعي والحقيقي ونتأمل أن يستمر هذا التصاعد الإيجابي.
★ هناك الكثير من المواهب الشابة في ساحة الشعر الشعبي كيف تتعامل الجمعية مع هذه الطاقات الجديدة.. وهل هناك برامج لرعايتها؟
_نعم لدينا رعاية مباشرة ومستمرة للمواهب الشابة يتم اختبارهم شهرياً في أبوذية ودارمي والقصيدة ومن يجتاز الاختبار يُمنح هوية (مشارك) ثم يرتقي إلى (عضو عامل) مع الالتزام والمشاركة كما نتابعهم من خلال المنتديات ونقدم الدعم والتوجيه.
★ ما موقف الجمعية من الشعراء الذين يستخدمون منابر التواصل الاجتماعي لنشر نتاجاتهم.. وهل ترون ذلك إضافة أم تهديداً للمشهد الشعري؟
_مواقع التواصل سلاح ذو حدين. نحن غير مسؤولين عن من يسيء للشعر الشعبي من غير المنتمين في الجمعية ولكن في المقابل هناك شعراء واعون استخدموا هذه المنصات للوصول إلى جمهور واسع بطريقة أسرع من السابق، الجمعية مسؤولة فقط عن الشعراء المنتمين، ومن لا يحمل الهوية لا يُعد ممثلاً لنا.
★ البعض يتهم الشعر الشعبي في الآونة الأخيرة بأنه يفتقر إلى العمق الفكري والتحليل الثقافي..برأيكم كجمعية كيف ترون هذه الانتقادات؟
_في الحقيقة الكثير من هذه الانتقادات تصدر من أشخاص لا علاقة لهم بالشعر أو النقد ويسعون فقط إلى لفت الانتباه، النقد الحقيقي نأخذه من أساتذة ودكاترة مختصين في الأدب واللغة والصور الشعرية أما الأصوات التي تسيء دون علم أو فهم، فهي لا تمثل شيئاً أمام مكانة الشعر الشعبي وجمعيته.
★ كيف تتعامل الجمعية مع التنوع الثقافي والبيئي في العراق خاصة مع اللهجات المختلفة في الشعر الشعبي؟
_نحن نمتلك 14 فرعاً في محافظات العراق باستثناء إقليم كردستان العراق لعدم توفر شعراء يكتبون بالعربية هناك، وندعم التنوع في اللهجات في المحافظات حسب خصوصية كل بيئة ونتفاعل مع المناسبات ونوع الكتابة في كل محافظة نعمل حالياً على فتح فرع في الإقليم حين تتوفر الظروف المناسبة للشعراء في الإقليم.
★ هل لديكم تنسيق مع مؤسسات عربية أو دولية لتمثيل الشعر الشعبي العراقي خارج البلاد، وما مدى حضوركم في المحافل الدولية؟
_نعم هناك تواصل قائم وغالباً ما يتم بشكل مباشر بين الشاعر والمؤسسات في الدول العربية في بعض الحالات يُطلب من الشاعر العراقي إبراز هوية جمعية الأدباء الشعبيين كشرط لتوقيع عقد عمل وهذا يعكس ثقة واحترام للمؤسسة هناك تفكير بإقامة اتحاد عربي للشعراء الشعبيين ونأمل بتحقيقه قريباً.
★برأيكم ما هي أبرز المحطات التي شكلت تحولاً في مسيرة الجمعية خلال السنوات الأخيرة؟
_الجمعية تجاوزت الخمسين عاماً من العطاء وخلال هذه المدة شهدت محطات مهمة أبرزها إقامة المهرجانات السنوية الكبرى، وظهور شعراء مثل المرحوم عريان سيد خلف، وكاظم إسماعيل كاطع الذين أثروا في مسيرة الشعر والثقافة. كذلك تُعد ترجمة القصائد الشعبية إلى لغات أجنبية نقطة تحول مهمة في المسار الثقافي.
★ في ظل ازدياد عدد المنتديات والتجمعات الشعرية في المحافظات، هل ترون أن هذا التعدد يصب في مصلحة الحركة الشعرية، أم أنه يخلق حالة من التشتت وضعف التنظيم؟
_المنتديات فيها جوانب إيجابية وسلبية، الإيجابي يتمثل في المنافسة الشريفة وتبادل الأفكار، أما السلبي فهو ظهور منتديات غير رسمية يقودها أشخاص لا علاقة لهم بالشعر، ويستغلون المواهب الشابة لأهداف مادية، نحن كجمعية لا نعترف إلا بالمنتديات المسجلة ويشترط أن يكون من يقودها أعضاء عاملون في الجمعية.
★ برأيكم هل أسهمت كثرة المنتديات في خلق بيئة محفزة للشعراء الشباب، أم أنها أصبحت مساحة مفتوحة دون ضوابط فنية تؤثر على جودة النص ومستوى الذائقة؟
_المنتديات الواعية تخلق بيئة محفزة بالتأكيد، من خلال التنافس في طرح القصيدة الجديدة والمفردة القوية ولكن عندما تغيب الضوابط الفنية تفتح الأبواب أمام فوضى شعرية تؤثر سلباً على الذائقة العامة.
★هل تتلقى جمعية الأدباء الشعبيين في العراق دعماً حكومياً يوازي حجم نشاطها ودورها الثقافي،وإن كان الدعم موجوداً، فهل هو كافٍ؟
_يوجد دعم حكومي كالمنح السنوية ومنح الأراضي وبعض التعاون يأتي من وزارات أو المحافظات لحجز القاعات لكننا بحاجة إلى دعم مادي ومعنوي أكبر، خصوصاً من الوزارات الثقافية المعنية لإقامة الأمسيات والمهرجانات بالشكل اللائق.
★ما آلية دعم الشعراء من حيث المنح المالية السنوية أو توزيع قطع الأراضي لأعضاء جمعية الأدباء الشعبيين؟
_الدعم يمنح للشاعر المستحق الذي يمتلك هوية انتماء من الجمعية وله تاريخ شعري واضح في مجال الكتابة والإبداع بالإضافة إلى حضور فعال ومنتظم في الفعاليات والنشاطات الثقافية كما تؤخذ بعين الاعتبار استمراريته في العطاء الأدبي وانضباطه ضمن أنشطة الجمعية لضمان أن يكون الدعم موجهاً فعلاً لمن يمثل الوسط الشعري بشكل حقيقي وفعال.
★ وأخيراً ما هي رؤيتكم المستقبلية لتطوير عمل الجمعية وتوسيع تأثيرها في المجتمع الثقافي العراقي؟
_نفكر في نقلة نوعية بتحويل الجمعية إلى اتحاد أو نقابة رسمية مثل نقابة الصحفيين والفنانين هذا التحول سيكون له أثر كبير في تنظيم العمل وتمكين الشعراء وتعزيز الحضور الثقافي الوطني وعملنا على عرض هذا المشروع في البرلمان وننتظر التصويت.
★كلمة أخيرة ماذا تحب أن تقول في ختام هذا الحوار؟
_أشكر وكالة أخبار المستقبل على هذا الحوار الثقافي القيم والذي أتاح لنا فرصة مهمة لعرض رؤية جمعية الأدباء الشعبيين في العراق وتسليط الضوء على واقع الشعر الشعبي العراقي كما أتقدم بالشكر والتقدير للمحاورة الإعلامية سجى اللامي التي أدارت اللقاء باهتمام حقيقي بالشأن الشعر الشعبي وهو ما يعكس دوراً مشرفاً للإعلام الوطني في دعم المؤسسات الثقافية وصناعة الوعي.