المستقبل/ إنعام عطيوي
بحضور الوكيل الاقدم لوزارة الثقافة والسياحة والآثار ومدير عام دائرة السينما والمسرح وكالة السيد “جابر الجابري” والمستشار الثقافي في السفارة الايرانية الشيخ “ابا ذري” احتفت جمعية الصداقة العراقية الايرانية بالعيد الوطني لجمهورية ايران الاسلامية وأقامت مهرجانها السنوي على قاعة فندق بغداد الدولي صبيحة يوم الثلاثاء الموافق 9/2/2016 .
واستهل الحفل بأية من الذكر الحكيم وقراءة سورة الفاتحة على ارواح الشهداء من كلا البلدين ثم عزف المرسوم الجمهوري للعراق وإيران
وألقى الامين العام لجمعية الصداقة العراقية الايرانية السيد جابر الجابري كلمة بين فيها اقتراب الثورة الاسلامية الايرانية الى الاعجاز منه الى ان تكون ثورة او حركة لتغيير نظام او قلب نظام عسكري او سياسي
وأضاف ان ” الثورة الاسلامية في ايران بعامها 38 تمثل منعطفاً انسانياً كبيراً بقيادة امامها وزعيمها وقائدها الامام الخميني مثلت علامة فارقة ومنعطف انسانياً في تاريخ البشرية يوم خرج رجل اعزل بعمته وعباءته ومسبحته من زقاق من ازقة قم عش ال محمد ليواجه امبراطورية رسخت بعمق 2500 عام وامتدت الى اطراف الارض بارتباطها ومصالحها وعلاقاتها وتشابك ادوارها واستطاع ان يجهز بقبضته على هذه الامبراطورية ويقتلعها من الوجود ليؤسس لدولة المستضعفين”
واستذكر الجابري ابيات شعرية من قصائده التي نظمها بحق هذه الشخصية منذ 34 عام
اذ قال ” قلت هذا الشعر في عام 1982 وأكرره عام 2016 وكلي ثقة وإعزاز واعتدال لما قلته وأقوله وأكرره لأنني عشت هذا الامام ببساطة وتواضعه وطهره في النجف وكنت حينها يافعاً صغيراً قريباً منه شممت رائحته وتنفست انفاسه واقتربت منه حتى الالتصاق وعرفت هذه القامة وأنا صغير وترسخت هذه القامة بوجداني وأنا بعمري هذا”
وأوضح ” لقد عايشته يوم كان طريداً منفياً وعشته وهو في حسينية جمران يملك طهران من شمالها الى جنوبها ورأيت هذا العبد الصالح الذي كان ثائراً في النجف وهو نفسه الذي يملك ايران من شرقها الى غربها بعظمته وتواضعه وارتباطه بربه لذلك لولاه كما قال الرسول (ص) ( اللهم ان تهلك هذه العصابة لم تعبد في الارض)”
وأكمل الجابري “ان الامام كان على راس هذه العصابة بعد 1400 عام اذ كانت هذه الامة مهددة بوجودها عبر طريقتين الاولى كانت الدوائر الاستخباريه جميعا تريد ان تجهز على دور الامة الاسلامية فبث فيها الميوعة والانحلال والتسافل وبثت فيها كل الانحراف الاخلاقي والسلوكي وأرادت ان تربي اجيال ساقطة في المجتمع لتسقط مجتمعها بعد ذلك والثانية عملت على ان تقدم الاسلام الاموي والوهابي للعالم بأبشع وأقذر صوره وملامحه فتقدمت المجتمعات المنحلة يرافقها هذا الاسلام المشوه لينتهي دور هذه الامة فبرز هذا الامام وطاف العالم وخرج من زقاق قم ومرت ثورته وأصدائه بتركيا والنجف والكويت وأخيرا في باريس ليكلل على العالم متحدثاً بلغته التي يفهمها وبكل لغاته التي لا يفهمها ايضاً وبعد 38 عام من هذه الثورة يوم وقف المقاوم النووي الايراني امام العالم كله فانتصر، وليست المقاومة النووي الايراني الذي انتصر وإنما انتصرت الارادة الخمينيه التي خرجت من قم وخرجت من النجف”
وأعرب ” نحن الشريكين نحتفل بالثورة الاسلامية كشركاء وليس كمتفرجين او متأثرين او عملاء او مرتزقة نحن نعرف دورنا في هذه الثورة التي انبتها الامام الخميني في قم وسقاها ورعاها في النجف وكان العراق وإيران شريكين بهذه الثورة وفي صناعة المد الاسلامي الذي لا ينتهي الى ان يكتسح العالم”
وأضاف ” من هذا الموقع وهذا المنطلق عرفنا ان الصداقة والأخوة بين البلدين الجارين الشقيقين الصديقين جمهورية العراق وجمهورية ايران الاسلامية عندما تتكامل هاتان القوتان وتتضافر جهودهما ونحن دائما في العراق نفتح قلوبنا وأيدينا للأشقاء والأصدقاء ولكن للأسف ان الاشقاء والأصدقاء تحولوا الى نوع من انواع الاعداء الذين لا نفهم لغته وشره وتقابل قلوبنا وأيدينا المفتوحة بالسلاح والأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة والمال الكافر الذي يُراد منه ان يغسل ادمغة السذج والجهال في العالم ضدنا فقط لأننا اسلام حسيني علوي كربلائي عراقي وهؤلاء يعيشون الغل والحقد الاموي الجاهلي”
وصنف الجابري الى وجود نوعين من الاسلام الاول الاسلام العلوي الذي ينزل الى الساحة بكل جهوده وجهاده ودمه وتضحياته متمثل بالحشد الشعبي من قواتنا الامنية التي تقاتل على 1300 كيلو متر داخل وطنها اكثر من 100 دولة تحشد شذاذها وجهلائها ومغسولي ادمغتها ضد ارادتنا واستقلالنا واستقرارنا وكرامتنا ولكننا نقول ان الاسلام العلوي الحسيني الكربلائي قال وسيقول هيهات منا الذلة ولا بد ان ننتصر بكل الميادين”
وأكد الجابري وقوفه مع الجمهورية الاسلامية التي وقفت مع العراق في كل مأزقه ومآسيه وكوارثه بالوقت الذي انفرد بنا العالم وأراد ان يجهز علينا العالم وقفت هذه الجمهورية برسالتها ودورها وموقفها الشرعي والأخلاقي الى جانب العراق وشعبه فاختلط الدم الايراني بالدم العراقي واختلطت الارادة الايرانية بالإرادة العراقية لذلك هي ليست منة بإقامة جمعية الصدقة العراقية الايرانية وإنما نريد ان تكون علاقة اوسع وأعمق نريدها كما ارادها الله وان ما بيننا وبين ايران لم نصنعه نحن من جوار وإنما صنعه الله ونحن نريد ما اراد الله ونرغب بما رغب الله سبحانه وتعالى لذلك هذه الجمعية عندما تحتفل بالثورة ورسالتها ودورها فهي تعبر عن مشاعر كل العراقيين بكل اطيافهم”
وبين ان الواجب يدعونا ليكون الجميع اصدقاء لهذه الجمهورية التي تألمت لألمنا وفرحت لفرحنا وانطلق امامها من بيوتنا ومشاعرنا ليعلن هذه الثورة وليحتفل بها كل عام ليس فقط باسم الجمعية الصداقة العرقية الايرانية وإنما باسم العراق كله”
وشكر المستشار الثقافي لملحقية السفارة الايرانية الشيخ ابا ذري هذا الجمع للاحتفال بالمهرجان الوطني للجمهورية الاسلامية الايرانية واوضح في كلمته ان الثورة الايرانية تعد ثورة فريدة بكل المقاييس فقد اثبتت الايام والسنين ذلك رغم تضليل الاعلام وكل المعارضات التي استهدفت الثورة وحاولت النيل منها
وأضاف ” ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تعد العراق وشعبه ودولته من احسن الدول والشعوب للجمهورية الاسلامية وهذا الاعتراف راسخ في قلوبنا وليس في السنتنا”
مبين ان جمهورية ايران تفتخر بمشاركة اخواننا العراقيين بأفراحهم وأحزانهم ودعم العراقيين بحربهم ضد الارهاب
وشكر المستشار للملحق الثقافي للسفارة الايرانية الجانب العراقي الى تمثيل بناء الاستراتيجية بين الشعبين
وكرم الامين العام لجمعية الصداقة العراقية الايرانية السيد “جابر الجابري” الشاعرات العراقيات اللاتي شاركن في مهرجان ملتقى الشعراء العرب بمصر ونيلهن المرتبة الاولى ورفعهن العلم العراقي اذ قدمت الجمعية درع الابداع للمخرجة السينمائية “احلام سعيد” والشاعرة “نوال العبيدي” والشاعرة ” حياة الشمري”
كما قدمت شهادات تقديرية للمبدعات من قبل الدكتور جاسم عبد علي رئيس مؤسسة ابراج الانسانية للتنمية.
وفي الختام تم توشيح الجابري بوشاح العلم العراقي تثميناً لدوره الريادي في رعاية المشهد الثقافي والشعري ولتوطيد العلاقات الاخوية مع دول الجوار.