(تدخين النساء للاركيلة في الاماكن العامة) ومطالبات لمنع هذه الظاهرة … فهل ستستجيب الجهات الحكومية في بغداد ؟

(تدخين النساء للاركيلة في الاماكن العامة) ومطالبات لمنع هذه الظاهرة … فهل ستستجيب الجهات الحكومية في بغداد ؟
تحقيق / إنعام العطيوي
تمخض الانفتاح الثقافي بعد عام 2003 جملة من الثقافات الدخيلة على المجتمع من ضمنها تدخين الاركيلة التي دخلت كبديل ترفيهي للرجال في المقاهي عبر استيرادها من الثقافات المهاجرة للبلدان المجاورة، ولكنها بعد ان غزت البيوت والمقاهي والمطاعم والنوادي في العراق لم يقتصر تدخينها على الرجال بل اصبحت في متناول النساء والأطفال من سن المراهقة، لمشاهدتها بشكل علني وفي الاماكن العامة، وأصبحت من ضمن متطلبات المرأة ورغم كل التحذيرات بمضار الاركيلة على صحة الانسان بشكل عام والمرأة والطفل بشكل خاص، إلا ان تعاطيها بشكل علني بات ظاهرة ملفتة في المجتمع العراقي رغم انها لا تتماشى مع الاعراف الاجتماعية للمجتمع إلا ان اغلب النساء والمراهقات يتعاطون تدخين الاركيلة دون علم ذويهم.
أذ يعد العراقي من المجتمعات العشائرية العريقة والرصينة في القيم والالتزامات المعيارية والأخلاقية إلا ان هذه الظاهرة شكلت قلقلاً مرعباً للمجتمع مع تزايدها وخاصة في العاصمة بغداد، في حين بعض محافظات العراق فرضت عقوبات على المطاعم والمحلات التي تقدم الاراكيل بشكل علني للنساء واعدتها من الظواهر المخلة للأخلاق، حيث اثبت الاستفتاء الذي اجرته وكالة MQ ، بما يخص تدخين النساء للاركيلة وبشكل علني في ٨ كانون الاول من عام ٢٠٢٣ والذي استمر لمدة ثلاثة ايام والذي شارك فيه 123 شخص كعينة عشوائية وبشكل طوعي، ان 43% من المصوتين اشاروا الى هذه الظاهرة بأنها خلل اخلاقي وتدمير للمجتمع العراقي وهي ليست تطور بقدر ما هي تدمير للمعايير القيمية للمرأة وتشويه لأنوثتها ومن الممكن ان تتطور الى ادمان وقد تكون احدى ابواب التعاطي لأهلاك الاسرة والمجتمع.
كما اشار 16% الى ان تدخين المرأة للاركيلة يسبب ضرر بصحة المرأة والطفل الذي تتعاطى امه التدخين سواء كان جنين في بطن امه او كان يستنشق مخلفات الاركيلة بجلوسة لجوارها، وقد اثبت المجتمع العراقي مقدار اهتمامه بالمعايير قبل التركيز على صحة الطفل والمرأة من خلال النسب التي ظهرت بالتصويت وما يدل هذا إلا على ميول المجتمع العراقي الى الالتزام القيمي والحفاظ على المعايير المجتمعية، ومن جانب اخر ادلى بعض المصوتين بأرائهم ان امهاتهم كن يدخن السكائر في الفواتح والتجمعات النسوية ولم يكن يُدخنّ في الاماكن العامة او امام الرجال لانها تُعد من التصرفات المعيبة بشخصية المرأة ولم يكن التدخين للشابات وانما فقط للنساء المسنات واغلب تدخينهن كان يحدث اثناء المجالس التأبينية لفقد عزيز، من جانب اخر جاءت اراء مضادة تدعي ان هذه الظاهر هي احدى انواع الحرية الشخصية للمرأة وهو يعد بمثابة تطور ثقافي وانفتاح فكري ورقي فقط صوت 4% من مجموع 123 شخص بانها حرية اجتماعية وتطور ثقافي وبالمقابل جوبه التصويت بهجوم وانتقاد من مدمنات التدخين على الاركيلة كونه كشف رفض المجتمع لهذه الظاهرة التي هن راغبات بها وظهرت النتائج عكس رغباتهن، ولكن هذه المهاجمة جوبهت بمطالبات من 24% من المصوتين بتشريع قانوني يمنع تدخين النساء للاركيلة في الاماكن العامة حفاظاً على صورة المرأة العراقية وحماية للمجتمع العراقي من التحولات الاجتماعية والثقافية الدخيلة التي لا تتلائم مع المجتمع، وحفاظاً على الاسرة والمجتمع.اما الرافضات لتشريع القانون فقد جاء بنسبة 2% من المصوتات معتبرات ان هذا تقييد لحرية المرأة .
ورغم ان نتائج الاستبيان اوضحت للمتلقي برفض المجتمع لهذه الظاهرة الا انها مازالت مستمرة وبشكل ملفت للنظر في مطاعم ومقاهي بغداد ومن النساء وبكافة الاعمار والمستويات العلمية والثقافية، فهل تتجسد حرية المرأة بتدخين الاركيلة في الاماكن العامة وهل مقدار التطور الثقافي يقاس للمرأة بتشكيل سحابة دخانية حولها تخرج من انفاسها المعفرة بطعم الفحم!! ، وإذا كان من واجبات الجهات المعنية حجب المحتوى الهابط في لجنة مكافحة المحتوى الهابط الالكتروني لحماية المجتمع، فأن مخاطر تعاطي الاركيلة وادمانها من النساء والاطفال المراهقين لا يغادر مخاطر تفكيك المجتمع كونها تؤثر وبشكل سلبي على الحالة المزاجية والنفسية والصحية، ناهيك عن كونها احدى المنافذ السهلة لتعاطي المخدرات عبر الاركيلة ومن الممكن ان يتسبب بادمان عدد كبير من النساء فضلاً عن كونها ظاهرة خادشة لحياء المجتمع العراقي وملوثة للبيئة، فهل ستكون ردود فعل المختصين في وزارة الداخلية بعد هذا الاستبيان بالاستجابة لمطالب الحفاظ على النسيج الاجتماعي واقرار قانون منع الاراكيل للنساء في الاماكن العامة ام انه سيكون احدى مخلفات العولمة الثقافية التي قذفت بقيئها على المجتمع وتقبل افراده هذا القيء الثقافي على مضض؟



