مقالات

نجاح الزوجة لا يهدد رجولة الرجل إلا إذا كانت رجولته ناقصة


بقلم: سجى اللامي


الغيرة بين الزوجين شعور طبيعي إذا كانت نابعة من الخوف على الشريك لكن حين تتحول هذه الغيرة إلى غيرة من الشريك وليست عليه، عندها يصبح الزواج في مهب الريح
في كثير من قصص الزواج التي تنتهي بالفشل يكون السبب ضعف شخصية الزوج أمام طموح زوجته خصوصاً عندما يراها مجتهدة في عملها أو متفوقة في دراستها بدلاً من أن يكون شريكاً داعماً، يتحول إلى خصم يرى نجاحها تهديداً له فيعاملها كضرة لا كزوجة هذه الغيرة السامة تزرع الحقد والضيق وتدفع بالعلاقة الزوجية نحو الانهيار.
تتراكم المشكلات تدريجياً: زعل متكرر، شجارات على تفاصيل بسيطة، وفي النهاية إما الطلاق أو استسلام الزوجة حفاظاً على أطفالها أو خضوعاً لعادات وتقاليد ترفض فكرة الطلاق،وهنا تضطر المرأة إلى التضحية بأحلامها وطموحها لتعيش تحت ظل غيرة هدامة تقتل روحها قبل أن تقتل مستقبلها،الزوج الذي يغار من نجاح زوجته يعاني في الحقيقة من ضعف داخلي، فالرجل الواثق من نفسه لا يرى في طموح زوجته منافسة لرجولته، بل إنعكاساً لشراكتهما الناجحة على العكس، هناك رجال كثيرون أثبتوا أن الرجولة الحقيقية تكمن في الدعم: يدفعون زوجاتهم نحو العمل والتعليم، يقفون خلف مواهبهن ويشجعونهن على تحقيق أهدافهن هؤلاء يرون أن نجاح زوجاتهم جزء من نجاحهم، وأن الإنجاز المشترك عنوان للأسرة السعيدة، إن الرجل الذي يساند زوجته في حياتها العملية والدراسية، ويقف معها كأستاذ ورفيق، هو الرجل المتكامل يريد  نجاحها نجاحه، وتقدمها تقدمه، وبذلك يكون قد أسس لبيت يقوم على الثقة والدعم لا على الغيرة والهدم، الفرق كبير بين أن يغار الرجل على زوجته بدافع الحماية، وبين أن يغار منها بدافع النقص ،الغيرة السليمة تحفظ المودة، أما الغيرة المريضة فلا تترك سوى شقوقاً في جدار العلاقة، الرجل الحقيقي لا ينافس زوجته، بل ينافس الحياة كلها من أجل أن تكون شريكته في المقدمة
وفي النهاية وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة، ووراء كل امرأة قوية سند حقيقي من أهل أو زوج أو تجارب صقلتها، والمرأة لا تحترم إلا الرجل الذي يكون لها دعماً، لا خصماً، فالحياة الزوجية الناجحة تقوم على المساندة والتكامل لا على التنافس والغيرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى