المنتخب الوطني العراقي بين آمال الجماهير وتحديات الواقع

في وقت تستعد فيه المنتخبات الآسيوية لخوض غمار الملحق المؤهل إلى كأس العالم، يعيش المنتخب الوطني العراقي حالة من الغموض والجدل الكبير بين جمهوره ومتابعيه. فبينما تواصل فرق المنطقة وضع لمساتها الأخيرة بخطط مدروسة وتجارب قوية، ما زالت تحضيرات أسود الرافدين توصف بـ”الخجولة”، وسط مشاكل إدارية متكررة تعكس أزمة بنيوية مزمنة في إدارة كرة القدم العراقية.
المدرب الأسترالي والرهان الصعب
الشارع الرياضي يترقب بصبر أداء المدرب الأسترالي الجديد، الذي جاء محمّلاً بآمال الجماهير في إعادة المنتخب إلى واجهة المنافسة القارية. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل يمتلك الرجل الأدوات اللازمة لتحقيق إنجاز طال انتظاره؟ فحتى اللحظة، لم تظهر ملامح خطة واضحة أو مباراة ودية قوية يمكن أن تمنح الانطباع بأن المنتخب يسير في الطريق الصحيح نحو بطاقة التأهل.
صعوبة المجموعة
القرعة لم تكن رحيمة بالعراق؛ فالمجموعة تضم المنتخب السعودي، الذي أثبت نفسه في كأس العالم الماضي وحقق مفاجأة مدوية بالفوز على بطل العالم الأرجنتين. وبالمقارنة، فإن العراق لم يحقق عبر تاريخه الطويل فوزاً على منتخبات بهذا الحجم في بطولات كأس العالم، الأمر الذي يطرح تحدياً مضاعفاً أمام اللاعبين والجهاز الفني.
مشاكل إدارية متكررة
المتابعون للشأن الكروي العراقي يدركون أن أكبر عائق أمام المنتخب لم يكن يوماً في المستطيل الأخضر فقط، بل في أروقة الاتحاد. الخلافات الإدارية، ضعف التخطيط، وغياب الاستراتيجية البعيدة المدى، كلها عوامل جعلت المنتخب يراوح في مكانه، فيما تتقدم منتخبات أخرى بخطوات ثابتة.
رسالة إلى القائمين
الجماهير العراقية، التي لطالما كانت اللاعب رقم (12) والأكثر إخلاصاً، تتساءل اليوم: متى سنشاهد منتخبنا يلعب أمام فرق قوية نستحق أن نكون ندّاً لها؟ هل حان الوقت لبناء منتخب يليق بتاريخ العراق الكروي، أم سنبقى ننتظر خيبات جديدة مع كل دورة كأس عالم؟
المنتخب بحاجة إلى أكثر من مدرب أجنبي يحمل خبرة، هو بحاجة إلى إدارة تمتلك رؤية، وإلى لاعبين يتم إعدادهم بخطط طويلة الأمد، وإلى مباريات تجريبية أمام منافسين كبار لا أمام فرق هامشية. عندها فقط يمكن الحديث عن إنجاز آسيوي أو حتى حلم التأهل لكأس العالم.