مقالات

شكراً للنتن ياهو



بقلم المهندس رسول العذاري(١)

شكراً للنتن ياهو، فلقد كرّر الحماقة ذاتها التي ارتكبها صدام يوم اجتاح الكويت. وقتها استيقظت دول الخليج على حقيقة أن الشعارات القومية ومساندة القضايا الكبرى لا تحمي، فلجأت إلى الحضن الأمريكي، واعتقدت أن القواعد العسكرية تعني حصانة مطلقة وأن المظلة الأمريكية لا تُخترق.

لكن ضربة إسرائيل لقطر بمباركة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قلبت هذه القناعة رأساً على عقب. فهي رسالة صريحة أن أمن الخليج ليس أولوية، وأن أمن إسرائيل يعلو على كل تحالف، وأن القواعد الأمريكية ليست درعاً واقياً بل قد تتحول إلى عبء يجلب الخطر بدل أن يردعه.

الآن، تجد دول الخليج نفسها أمام الحقيقة ذاتها مرة أخرى: الأمن المستورد وهم. التطبيع لم يجلب حصانة، والاستثمارات في أمريكا لم تشترِ حماية، والمراهنة على واشنطن وحدها مغامرة.

الخيار واضح: إما البقاء أسرى للابتزاز الأمريكي – الإسرائيلي، أو التوجه نحو وحدة اقتصادية وسياسية خليجية تعطيهم وزناً حقيقياً في العالم، مع نسج شراكات متوازنة مع القوى الصاعدة كالصين وروسيا والهند.

لقد ارتكب نتنياهو حماقته، وباركه ترامب، لكن هذه الحماقة بالذات هي التي قد توقظ الخليج من وهمه الطويل، تماماً كما أيقظه صدام قبل أكثر من ثلاثة عقود.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى