ليلي الهمامي تكتب : الإعلام بين التشخيص والمواجهة معركة الحرية والسيادة

ما الذي فعله جهاز المخابرات المصرية مع قادة حركة حماس في قطر.. قبل ان تفضح “وول ستريت” الامريكية امكانات إسرائيل…
لم يكن ما حدث في الدوحة ليلة الضربة الإسرائيلية مجرد عملية عسكرية فاشلة، بل تحول إلى أكبر فضيحة لنتنياهو منذ 7 أكتوبر. هكذا اعترفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية بعد كشفها أن المخابرات المصرية هي من أرسلت تحذيرات مباشرة لقيادات الحركة في قطر سويعات قبيل العملية، وهو ما مكّنهم من تشديد الإجراءات الأمنية والنجاة من الاستهداف.
هذه ليست مجرد تفاصيل عابرة؛ إنها صفعة سياسية وأمنية لإسرائيل.
الاخوان بالطبع في اطار الثأر من نظام السيسي، يعتبرون ان نجاة قيادة حماس في الضربة التي وجهها الجيش الاسرائيلي للدوحة، او لمقر الحركة في الدوحة، اي مقر الوفد المفاوض في الدوحة، اعتبروا ان العملية في اخر الامر فشلت ببساطة لان القياده كانت بصدد اداء واجب الصلاة … وعليه ليس للمخابرات المصريه اي دور في نجاتهم…
بالطبع هذا امر يفهم في سياق الكراهية والحقد، حقد الاخوان على نظام السيسي…
لكن لسائل ان يتساءل، وليس هو السؤال الحقيقي، وانما سؤال اسلوبي…
يعني بربنا جميعا، كيف يمكن لجهاز تجسس في حجم الموساد، وفي دقته، ان يغفل توقيت صلاة، وان يغفل ان قيادات حماس من المصلين… اكيد يعلمون ان ثمة وقت صلاة، واكيد يعلمون ان ثمة ايضا عادة؛ عندما تكون الاوضاع اوضاع ازمة وطوارئ او اوضاع ضغط سياسي، فان الجماعه تؤدي الصلاة في المكاتب، اي في المقرات، المقرات الرسمية، المقرات السياسية…
وعليه في عملية النجاة واضح وضوح الشمس والقمر، وفق كل المعطيات ووفق العقل ان هذه العملية الرشيقة هي نتاج تدخل جهاز المخابرات المصرية…
او علينا ان نفترض كما في الصور المتحركة، ان جهاز الموساد من الهواة او ان جهاز الموساد فاقد للحرفية،،، لنصدق ان العملية كانت مجرد مصادفة او غياب كفاءة من جهاز الموساد من حيث اغفال معطى الصلاة…
لن أكتب شعارات شعبوية لكني لا أستطيع أن أخفي سعادتي…
د. ليلى الهمامي
أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة لندن