اللغة العربية وآفاق الإبداع على مائدة الحوار في نقابة اتحاد كتاب مصر

علاء حمدي
تحت رعاية الدكتور علاء عبد الهادي رئيس النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر والأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، عقدت لجنة حماية اللغة العربية وإحياء التراث المعاصر برئاسة الشاعر أحمد إبراهيم جاد ندوة يوم الثلاثاء ١٦ سبتمبر ٢٠٢٥م، بعنوان : ” اللغة العربية وآفاق الإبداع”، استضافت أ. د أحمد بلبولة عميد كلية دار العلوم ، بحضور أعضاء اللجنة د. عايدي علي جمعة، د. شيرين العدوي، ود. محمد حجاج، إضافة إلى كوكبة من الشعراء والأدباء والإعلاميين.
رحب الشاعر أحمد جاد بضيوف اللقاء، وتحدث عن قيمة اللغة العربية، واصفا إياها باللغة المتجددة المتطورة، وقدم بعض من السيرة العلمية والإبداعية لضيف اللقاء، ذاكرا أنه من الشعراء الذين يشار إليهم بالبنان، وقد تخرج في كلية دار العلوم، وتدرج في المناصب العلمية حتى شغل رئيس قسم الدراسات الآدبية من ٢٠٠٩حتى ٢٠١٣م ، وشارك في العديد من الأمسيات والندوات الشعرية، وحصل على عدد من الجوائز الأدبية المرموقة منها :” جائزة الدولة للتفوق، وجائزة نجيب محفوظ للإبداع الفكري والأدبي” ، وهو عضو المجلس الأعلى للثقافة من ٢٠١٧ حتى ٢٠١٩م، وأصدر العديد من الدواوين الشعرية المهمة.
وعبر د. بلبولة في كلمته عن سعادته البالغة لوجوده على منصة نقابة الكتاب العريقة، كما قدم شكره لمن أهدونا اللغة العربية ؛ لأنهم أهدونا وطنا ولحمة ثقافية غير منفصلة لا على مستوى الجغرافيا ولا التاريخ، ثم تحدث عن النصوص الشعرية القديمة التي وصلتنا وتأثير ذلك فينا عبر اللغة العربية، وأكد أنها محفوظة بكتاب الله الكريم، واستفاض في شرح العثرات التي تعرضت لها عبر التاريخ ، ومع ذلك ظلت صامدة، ولم يكن الشعر بصامت خلال فترات الركاكة والضعف، مؤكدا أن الشعراء هم سدنة اللغة ، وعبرهم يتجدد شباب اللغة من عصر إلى عصر، كما أكد وجود اللغة العربية كضرورة لأمتها ؛فلا نهضة بدونها،
واستعرض تجربة رفاعة الطهطاوي وهو يترجم البرامج الدراسية في فرنسا، ورؤيته حول ضرورة أن تكون العربية لغة علم ، وتساءل د. بلبولة، لماذا يصف البعض من يتمسك بلغته العربية بالمتخلف ؟! ، مجيبا بأن من يصفها بذلك هو المتخلف والعميل؛ لأن العربية مقاومة للاندثار والتلاشي ، وبها يتم الحفاظ على هُوية الأمة، وتحدث عن تجربة الكيان الصهيوني الذي أحيا اللغة العبرية من كتابات الحاخامات، والآن لها آداب تدرس في الجامعات العالمية، ونحن لدينا لغة حية حيوية متجددة بذاتها، وهي جسد ضخم جدا لم يتأثر بالفرانكو آراب، ولها مستويات عديدة حتى العامية أحد مستوياتها، وأشار لبعض الدول الكبرى الحريصة على التدريس بلغتها مثل ” الصين وألمانيا” ،
وأكد ارتباط العربية بآفاق الإبداع ؛ لأنها لغة معرفة وأساس للمخيلة والابتكار، وساهمت في نقل العقل البشري من مرحلة لمرحلة أخرى أكثر تطورا، وطالب بأهمية التدريس باللغة العربية خاصة في مرحلة التعليم الإلزامي؛ نظرا لتدهور مستوى الأولاد في تحدثها في مراحل التعليم الأولى، وأوضح أنه في تعلم العربية فوائد عديدة؛ لأن العربية ليست مجرد لغة نتحدثها بل هي معلمة للأخلاق الحميدة، صالحة للعلوم والفنون والفنون التشكيلية، بها موسيقا ذاتية مبهرة، ساعدت الرائع رياض السنباطي على تلحين القصائد المغناة بعبقرية مدهشة.
وتطرق لنقطة أخرى عن لغتنا العربية والمستقبل والذكاء الاصطناعي، مؤكدا أهمية دخول العربية إلى هذا العالم الرحب، كما أكد ثقته في عدم إحلال الذكاء الاصطناعي محل الشاعر الإنسان الذي يتميز بالحس الإنساني المرهف ، وتحدث عن اللغة العربية كرابطة قومية تربط بين كافة البلدان العربية، وشدد على أهمية وجودها وانتشارها بشكل صحيح بين الأجيال الجديدة، وتحدث عن تجربة دار العلوم في إنشاء مشروع المعجم الذكي للشباب، بحيث يقدم المعجم مفرداته حسب الفئة العمرية، ومراعاة التخصص ؛ وذلك لكي لا يخرج الشباب من أرض وسماء لغتنا العربية لأنها بيت الوجود.
وسأله الشاعر أحمد جاد عن وضع اللغة العربية في كوريا الجنوبية نظرا لقيامه بالتدريس في جامعة هان كوك، فأجاب موضحا قدر المكانة المرموقة التي تحظى بها العربية في الجامعة، وهي جامعة متخصصة في دراسة اللغات، وتحدث عن طبيعة المراحل العليمية هناك، وعن المعسكر التأهيلي المغلق الذي يعد الطلاب قبل دخولهم للجامعة، وعن مكانة كليات التربية واعتبارها كليات قمة ؛ لأنها المسؤلة عن تخريج معلم للأجيال، وعن المكانة المرموقة التي ينالها أستاذ الجامعة هناك، ووصف تجربته في كوريا الجنوبية بأنها ثرية على مستويات عديدة، ورسم للحضور لوحة رائعة عن وضع التعليم وسلوك الكوريين ، ويقظة الضمير عند المسؤل الكوري، وروعة وجمال الشعب مدللا على ذلك ببعض المواقف الحياتية المؤثرة لديهم.
وفي إجابته عن سؤال للدكتورة شيرين العدوي عضو اللجنة عن تأثير العربية في الشعب الكوري، أجاب بأنهم تعلموها في البداية على أساس برجماتي؛ لأن الهدف كان اقتصاديا، ولكن مع مرور الوقت أصدر البرلمان الكوري بأن تكون اللغة العربية هي اللغة الثانية للبلاد، وتطور اهتمامهم بها نظرا لما وجدوه فيها من جماليات وأخلاقيات، وانتشرت بشكل كبير بينهم حتى أنهم يستخدمونها في الإرشادات في مطار ستجابور، وذكر أننا لو عملنا على نشرها في الدول الإسلامية لغير الناطقين بها لوسعنا من مساحة انتشارها على نطاق واسع، ونستطيع سحب البساط من تحت أقدام الغرب.
وتم فتح باب المداخلات أمام مجموعة من الحضور، وكان من بينهم د. أمينة محمد بيومي وكيل كلية الآداب جامعة الفيوم، وم. ثروت سليم رئيس لجنة العلاقات الإنسانية والتسامح المجتمعي وعضو مجلس الإدارة ، والشاعر هشام الدشناوي رئيس لجنة التذوق الأدبي والفني وعضو مجلس الإدارة ، والشاعرة د. إكرام عمارة رئيس النقابة الفرعية لاتحاد الكتاب بالقليوبية، ود. حمدي شتا رئيس لجنة الإعلام، والكاتب علي الراوي، والشاعر محمد فايد عثمان، والناقد د. عمر محفوظ، ود. لبيبة الجنيدي، والقاصة د. أميرة النبراوي، واللواء محمد عبد القادر، والكاتب أ. محمد سعد أبو الرضا، ود. أحمد أبو زيد ، والصحفي محمد سليم، كما شارك أعضاء اللجنة د. شيرين العدوي، ود. عايدي علي جمعة، ود. محمد حجاج ببعض التعقيبات،
ودارت معظم كلمات الحضور حول أهمية اللغة العربية وضرورة الاهتمام بها على عدة أصعدة وطالبوا د. بلبولة بأن تواصل دار العلوم القيام بدورها المعهود في الحفاظ على العربية، وبأداء شعري لافت قدم د. أحمد بلبولة مجموعة من مختاراته الشعرية التي نالت إعجاب الحضور، كذلك صدح بعض الشعراء بمجموعة من القصائد الشعرية تحية لكلية دار العلوم العريقة ، ولعميدها النابه د. أحمد بلبولة الذي زف إلى الحضور نية الكلية لفتح باب الحصول على دبلومة في اللغة العربية لمدة عامين، ودراسة الماجستير فيها لأعضاء اتحاد نقابة الكتاب، وسوف يتم الإقرار بذلك بعد تعديل لائحة الكلية، وتقدم الشاعر أحمد جاد بتقديم شهادة تقدير إلى د. أحمد بلبولة.









